قال الكاتب عبد الرحمن يوسف، نجل الشيخ يوسف القرضاوي:"إن اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني، أكد أن ما حدث في 3 يوليو 2013 انقلابا عسكريا، والعالم أجمع على ذلك، إلا الإعلام المصري مازال يصر على أن ما حدث ثورة عظيمة لا مثيل لها، وليس ذلك بجديد على إعلامنا". وأضاف يوسف في مقال نشر اليوم بموقع "عربي 21"، بعنوان خبر سعيد جدا:"إن ترشيح السيد عبد الفتاح السيسي - لن أذكر رتبته بعد أن صار مرشحا- خبر سعيد بالنسبة لي، لأن طريقنا للدولة المدنية صار أقصر، وأن ملايين المصريين صدقوا خطابات الزهد في السلطة، وظنوا أن ما يحدث سينقذ مصر، ولم يتخيلوا أن تتورط جميع مؤسسات الدولة يوما بعد يوم في معركة السياسة إلى حد أن يتصرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكأنه هيئة عليا لحزب سياسي، - أقصد البيان المتعلق بترشح السيد عبد الفتاح السيسي للرئاسة- ". وتابع نجل القرضاوي:"لقد كذب المسئولون عن هذه المرحلة في كل شيء، واخلفوا جُلَّ وعودهم، وأوغلوا في الدم حتى أصبح المؤيدون ممتعضين من تأييدهم، وأصبحت تكلفة التأييد باهظة، فأنت اليوم لست مطالبا بتأييد سفك الدماء فقط، بل أنت مطالب بالرقص - عشرة بلدي- أثناء عمليات القنص والقتل". وكشف، عن أن :"سقوط براقع الحياء واحدا بعد آخر، وسقوط جلد الوجه بعد سقوط البراقع، وسقوط اللحم بعد الجلد، أدى إلى أننا نرى أمامنا مسوخا شائهة، والغريب أنهم يتظاهرون بأنهم ملائكة، لا هم لهم سوى الناس، ولا هدف لهم سوى إرادة الشعب...! موضحا أن كل ذلك يقصر طريق الحرية، ويعجل بسقوط دولة الاستبداد، ويعظم مهمة تقديم البديل على أهل الحق، وبإذن الله سيكون البديل جاهزا في لحظة السقوط". وأكد :إننا سنفتح صفحة جديدة بقانون عدالة انتقالية محكم، يحاسب به كل قاتل، ثم نبدأ رحلة البناء، في دولة لا تتحيز لأحد، وفي حكومة لا لون لها لمدة 10 سنوات حتى ننهي مرحلة انتقالية ناجحة، وبعدها فليبدأ التنافس الحزبي، والكل سيحاسب، بلا استثناء، كل من دخل جحر الحكم لابد أن يحاسب حسابا عادلا، ومن أخطأ يعاقب، ومن أحسن فلا تثريب عليه". وأوضح:"إن حراك الشارع الآن مطالب أن يطيل نَفَسَهُ أكثر، فإنها معركة لن تنتهي في يوم، البعض راهن على أن تسقط دولة الاستبداد في ذكرى محمد محمود، أو ذكرى أحداث مجلس الوزراء، أو ذكرى ثورة يناير المجيدة، أو ذكرى معركة الجمل... إلخ". وطالب خلال مقاله:"حراك الشارع أن يلتزم بأمرين، أولهما السلمية، وثانيهما الوعي بأن طبيعة المعركة ستكون انتصارا بالنقاط لا بالضربة القاضية، والتحضير لهذا النوع من المعارك يختلف عن النوع الآخر، فاليأس موجود، ولن أقول اليأس خيانة، بل سأقول إن التيئيس خيانة، فهناك بعض الناشطين الذين وصلوا لدرجة اليأس - وهذه مشكلتهم التي نتعاطف معهم فيها-، ولكنهم مصممون على نشر هذا اليأس وكأنه رسالة سماوية مقدسة...!". وشدد :"أن تتصرف السلطة بشكل مكشوف، وبأن تصبح معركة الحرية واضحة لكل ذي عينين، فالانتهاكات أكثر وأكبر من أن يجادل فيها أحدا، مؤكدا أن كل ما يحدث يقودنا لنتيجة واحدة، وهي سقوط سريع ل"نظام الانقلاب"، وعلينا أن نستعد لتلك اللحظة، وأن نعجل بها".