واصلت الصحافة الأجنبية انتقادها اللاذع للسلطة الانقلابية في مصر، وذلك على خلفية الجدل الذي أثير بشأن إعلان تجاري تقدمه الدمية "أبلة فاهيتا" .. والذي أمر وزارة الداخلية والنائب العام بفتح التحقيق بشأنه بعد زعم شخص يصف نفسه بأنه خبير في الشفرات أن هذا الإعلان يحمل رسائل موجهة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين للقيام بأعمال تخريبية. وفي تقرير لها بهذا الصدد، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن هذا التصرف من قبل السلطة في مصر يعتبر لدى الكثيرين علامة من علامات إصابتها (السلطة) بمرض البارانويا (جنون الارتياب)، فقد وصل بها الأمر إلى التحقيق في اتهام دمية بتهم إرهاب. وأضافت الصحيفة أن قمع الحكومة المصرية على من يشتبه بكونهم إسلاميين وصل إلى هذه المرحلة "التحقيق مع دمية في تهم إرهاب" .. لافتة إلى أن هذا التحقيق علامة صارخة على مناخ الخوف وجنون الارتياب الذي تعيشه مصر، والذي زادت حدته في الأيام الأخيرة. كما اشارت الصحيفة إلى قيام الحكومة باعتقال العديد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، من بينهم طفل في المدرسة، وذلك فقط لأنه كان يحمل مسطرة عليها شعار "رابعة"، موضحة أن السلطات قيامت باعتقال أربعة من صحفيي خدمة اللغة الإنجليزية لقناة "الجزيرة" الفضائية لاتهامهم بأنهم على اتصال بالإخوان ويساعدونهم على إثارة الشغب، وهي الاتهامات التي نفتها الجزيرة. وتابعت القول "والآن .. هاهي التحقيقات تصل للدمى .. فقد تتبعت نيابة التحقيقات في قضايا الإرهاب في مصر خطى الشاب أحمد سبايدر الذي وجه إليها الاتهامات." ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية زايد عقل وصفه لهذه القضية ب"الغباء" وأنها تصف حالة الهياج الوطني التي يعيشها المصريون، مشيرا إلى أنه "بالطبع هناك مشاعر من القومية الفاشية التي تجد نفسك إما مشاركا فيها أو يتم اتهامك بالخيانة". قمع السلطة أشد من قمع مبارك وألقت "واشنطن بوست" الضوء على دور الإعلام المصري الحكومي والخاص في الترويج لما وصفته ب"القومية المتعجرفة" التي منحت الشرعية للسلطة العسكرية القائمة في البلاد بقمع أي معارضين تحت مسمى " الأمن القومي". وقالت إن المعارضة في مصر الآن تتعرض لقمع أكثر وحشية من القمع الذي كان يمارسه نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، مضيفة لافتة إلى الحملة ضد منتقدي السلطة تخطت الإسلاميين، ولاسيما بعد حكم السجن الذي صدر بحق النشطاء الليبراليين أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة. كما عددت الصحيفة بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لكتم أنفاس المعارضين لها، حيث أعلنت إدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، كما يواجه الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الجماعة محاكمة قد تنتهي بصدور حكم الإعدام بحقهم حال إدانتهم فيها. وتعليقا على قضية "أبلة فاهيتا" قالت الكاتبة البريطانية-المصرية ساراة كار إن المزاج العام في مصر بات فاشيا إلى حد كبير، حيث يؤكد ذلك التصفيق لعمليات القضاء على أي معارض أو منتقد للسلطة، مضيفة أنه في بعض الأحيان تعيش مصر تراجيديا بالغة، وفي أحيان أخرى تعيش كوميديا بالغة، ولا شئ بينهما.