توّج النادي الأهلي المصري، اليوم الأحد، بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي، والثامنة في تاريخه، ويتأهل لمونديال الأندية التي ستقام في المغرب في ديسمبر المقبل. وتغلب الأهلي على ضيفه أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي بهدفين دون رد في إياب نهائي البطولة القارية، سجلهما محمد أبو تريكة، وأحمد عبد الظاهر في الدقيقتين 54 و78 من عمر اللقاء. وجاء تتويج الأهلي باللقب بإجمالي نتيجة مباراتي الذهاب والإياب، حيث انتهت مباراة الذهاب يوم 2 نوفمبر الجاري بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما في جوهانسبرج. جاء الشوط الأول سريعا من جانب لاعبي الفريقين، حيث تبادلا الهجمات منذ أول دقيقة في رحلة بحث عن تسجيل هدف مبكر يربك به أيا منهما حسابات الآخر. وجاءت أولى الفرص الخطيرة للأهلي في الدقيقة 15 عندما تلقى محمد نجيب عرضية انقض عليها برأسه لكنها مرت إلى خارج المرمى، بعدها بدقيقتين مرر أحمد فتحي كرة عرضية إلى عبد الله السعيد الذي سددها بتسرع لخارج المرمى. وتوالت الفرص الضائعة من جانب لاعبي الأهلي ففي الدقيقة 23، سدد أحمد عبد الظاهر كرة قوية من خارج منطقة الجزاء لكنها الحارس الجنوب أفريقي تصدى لها إلى خارج المرمى. وجاءت الدقيقة 34 لتشهد معها أول فرصة خطيرة لأورلاندو عن طريق سيفيليلي متيمبو الذي تلقى كرة عرضية وضعها برأسه وسط غياب من مدافعي الأهلي، ومرت إلى خارج المرمى. وانحصر اللعب في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، ليطلق على إثرها حكم اللقاء صافرة نهاية الشوط بالتعادل السلبي بعد احتسابه دقيقتين وقت محتسب بدل الضائع، ودخل أحمد فتحي لاعب الأهلي في مشادة كلامية مع أحد لاعبي أورلاندو بعد نهاية الشوط، وتم انهاؤها سريعا. ولم يختلف الحال كثيرا في شوط المباراة الثاني عن سابقه، حيث تبادل الفريقان الهجمات إلى أن جاءت الدقيقة 54 لتشهد معها هدف التقدم للأهلي عن طريق محمد أبو تريكة الذي استغل حالة الفوضى الدفاعية وأسكن الكرة بسهولة في المرمى. وكثف لاعبو أورلاندو من هجماتهم في محاولة لإدراك التعادل، وتوالت الفرص الضائعة للضيوف، إلا أن الحارس شريف إكرامي نجح في الدفاع عن مرماه، ورفض دخول أي هدف في مرماه. ومع حلول الدقيقة 78، تمكن أحمد عبد الظاهر من تسجيل الهدف الثاني للأهلي عندما تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء، سددها في المرمى. وشهدت الدقيقة 82 إشهار حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه شريف عبد الفضيل لحصوله على الإنذار الثاني. واشتبك بعض أفراد رابطة مشجعي الأهلي المصري (ألتراس أهلاوي) ظهر اليوم مع الأمن الذي تم تكليفه بتأمين ملعب المباراة، وأطلقت قوات الشرطة المصرية قنابل الغاز المسيلة للدموع على بعض الجماهير التي حاولت اقتحام ملعب المباراة. وقال أحد شهود العيان، أن سبب إلقاء القنابل، يعود إلى رغبة بعض الجماهير في اقتحام ملعب المباراة على الرغم من عدم امتلاكهم لأي تذاكر للمباراة. ولم تسفر إلقاء القنابل عن أي إصابات تذكر، ويسود الآن حالة من الهدوء الحذر، وسط تكثيف أمني لمحيط ستاد المقاولون العرب. وشهدت المباراة حضور آلاف من الجماهير في ستاد "المقاولون العرب"، شرقي القاهرة، لأول مرة منذ حادث استاذ "بورسعيد" الشهير في فبراير 2012، والذي خلف 74 قتيلا، خلال مباراة كرة قدم بين فريقي "الأهلي" و"المصري" البورسعيدي، فيما وصف بأنها واحدة من أكبر الكوارث التي شهدتها ملاعب كرة القدم في العالم. وأقيمت الأنشطة الرياضية في مصر، منذ هذا الحادث، بدون حضور جماهيري، مع استثناءات محدودة للغاية في بعض المباريات، مع تحديد عدد الحضور ببضعة آلاف على أقصى تقدير. وتأتي أهمية هذه المباراة، لكونها تسبق المباراة الفاصلة لمنتخبي مصر وغانا المقرر 19 من الشهر الجاري والتي تؤهل لكأس العالم في البرازيل العام المقبل، وقد تؤثر تداعياتها على حظوظ القاهرة في استضافة هذه المباراة الهامة، في ظل مطالبة الجانب الغاني بنقل المباراة خشية تعرض لاعبيه للخطر، وانتهت مباراة الذهاب بين البلدين بفوز غانا بستة أهداف مقابل هدف واحد لمصر. ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يستجب للطلب الغاني، وقرر إقامة المباراة في القاهرة، إلا أن جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لم يستطع إغفال تأثير سيناريو مباراة الأهلي وأورلاندو على قرار الاتحاد، والذي قد يتغير وفقا لما ستؤول إليه الأحداث. كما تأتي هذه البطولة في وقت تشهد فيه مصر أزمة سياسية منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، وما أعقبه من أعمال عنف في عدة محافظات تركزت في شبه جزيرة سيناء.