أكد عبد الرحمن منصور، مؤسس حملة "باطل" – أن حملته تستهدف جمع 30 مليون توقيع لرفض قرارات 3 يوليو الماضي وعلى رأسها الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وقال منصور: "إن تجرد لم تتخط الحدود المحلية، بينما الخطوة التالية لحملتنا عقب جمع التوقيعات والحشد للتظاهر يوم 25 يناير المقبل ستكون اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية ضد قيادة الانقلاب العسكري، ممثلة في وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي". وأطاح الجيش المصري، بمشاركة قوى دينية وسياسية، في الثالث من يوليو الماضي بمرسي، أول رئيس مدني منتخب في البلاد منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953، وهو ما اعتبره قطاع من المصريين "انقلابًا عسكريًا"، فيما رآه قطاع آخر بأنه "استجابة للإرادة الشعبية". واعتبر منصور أن تظاهرات الطلاب المؤيدين لمرسي في الجامعات المصرية فرصة لجمع مزيد من التوقيعات المؤيدة لأهداف الحملة، وقال "نسعى خلال هذه الفترة إلى جمع المزيد من التوقيعات الرافضة للانقلاب العسكري (في إشارة للإطاحة بمرسي)". وقال: "إن الحملة تنظم فعاليات ومسيرات خاصة بها لجمع التوقيعات، وهو ما حدث مع طلاب جامعة الأزهر". وبحسب منصور، فإن الحملة جمعت منذ أسبوع 2 مليون و100 ألف توقيع، فيما لم يتسن التأكد من هذه الأرقام من مصدر مستقل. ونفى مؤسس الحملة ما تناقلته وسائل إعلام محلية من تقارير تشبّه الحملة بحملة أخرى مشابهة كانت تجمع توقيعات تأييد للرئيس السابق محمد مرسي قبل الإطاحة به، وهي حملة "تجرد" التي قالت في شهر يونيو الماضي إنها جمعت أكثر من 25 مليون توقيع. وقال منصور: "هناك اختلاف بيننا وبين تجرد، فنحن لا نعتمد على الخيار المحلي لإسقاط الانقلاب، لكن سيكون هناك لجوء لمحكمة الجنايات الدولية ضد قيادة الانقلاب المتمثلة في وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي"، دون توضيح كيفية القيام بهذه الخطوة ومدى قانونيتها. وأضاف "لذا نعمل حاليًا على تقوية الفريق الاستشاري الخاص بنا". ورأى مؤسس حملة "باطل" أن "تجرد كانت أعداد التوقيعات بها أكثر من حملة "تمرد"، المعارضة لمرسي، "لكن تجرد لم تصمد لأن تمرد كانت ستارًا للانقلاب العسكري"، على حد قول منصور. وقادت حملة "تمرد"، الجهة الرئيسية الداعية لمظاهرات 30 يونيو الماضي التي أعقبها عزل مرسي، حملة لجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس السابق بدعوى فشله في إدارة شؤون البلاد وقالت في شهر يونيو الماضي إنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي. ونفى منصور وجود أي تنسيق مع "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، في الوقت الحالي، وقال "نحن نمد أيدينا للجميع ونتعامل مع من يعمل على نفس أهدافنا، لكن لن يتم تسييس حملتنا لصالح جماعة أو حزب، فالحملة بدأت مستقلة وستنتهي مستقلة". إلا أنه قال "نحن في انتظار وجود تعاون بيننا وبين التحالف الوطني لدعم الشرعية، لأن هذا سيدعم حملتنا بشكل أو آخر". وعلى ذات الصعيد، رصدت الأناضول قيام طلاب جامعة الأزهر (شرقي القاهرة) بجمع توقيعات لصالح حملة "باطل" خلال تظاهراتهم بالحرم الجامعي، منذ أكثر من أربعة أيام، المؤيدة لمرسي والمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين وإنهاء ما يصفونه ب"الانقلاب العسكري". وقال أحد الطلاب المتظاهرين، رفض ذكر اسمه، "نقوم بجمع توقيعات حتى نثبت أننا لسنا أقلية، ونعبّر عن آرائنا ما دام (وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح) السيسي والحكومة الحالية، لا تريدنا أن نعبّر عن رأينا". وأضاف: "نقول لهم نحن طلبة سنعيش ونموت أحرارا، وسنقتص لحق زملائنا". فيما قال طالب آخر، رفض ذكر اسمه أيضا: "لن نخرج عن السلمية في مظاهراتنا ولو أن الورقة (الاستمارة) غير نافعة، سننظم مظاهرات يوميا ليوم القيامة". وعن سبب استمرارهم بالتظاهر قال: "لن نتنازل عن الحرية والديمقراطية، ولن نتنازل عن الشرعية، أو صوتنا (الانتخابي) الذي ضاع". وردد المتظاهرون هتافات ضد قيادة الجيش، ورئيس جامعة الأزهر، أسامة العبد، وأخرى "أنا همضى على باطل" (سوف أوقع على استمارة باطل)، رافعين أصابعهم الأربعة في إشارة لرمز "رابعة العدوية". ويشير المحتجون بعلامة "رابعة العدوية"، التي باتت رمزا لمؤيدي مرسي، إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف من أنصار الرئيس المعزول خلال فض قوات من الجيش والشرطة اعتصام لمؤيدين في ميداني "رابعة العدوية " ونهضة مصر يوم 14 أغسطس الماضي. وانتشرت الحملات التي تعتمد على جمع توقيعات لتحقيق أهداف سياسية منذ جمع مليون توكيل من الشعب لمحمد البرادعي في عهد النظام الأسبق حسني مبارك؛ لتفويض البرادعي بالتحدث باسم الشعب في المطالب الخاصة بتعديل الدستور والإصلاح السياسي. وتكررت الفكرة مجددا مع حملة "تمرد" التي دعت لمظاهرات يوم 30 يونيو للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، فظهرت عقبها حملة "تجرد" المؤيدة لبقائه، لكن حملة تمرد حسمت نتيجة الصراع آنذاك لصالحها بعد تأييد قيادة الجيش المصري للمظاهرات بمشاركة قوى سياسية ودينية، والإطاحة بمرسي. وظهرت مؤخرًا حملة شعبية بعنوان "كمل جميلك"، تهدف لجمع توقيعات من المصريين لدعم ترشح السيسي للرئاسة، وقالت الحملة، الشهر الماضي، إنها جمعت 5.5 مليون توقيع، مشيرة إلى أنها تهدف لجمع 30 مليون توقيع مؤيد للسيسي خلال 6 أسابيع. ولم يتسنَ التأكد من صحة الأرقام التي أعلنتها حملة "كمل جميلك".