أعلن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو تنحيه رسمياً من منصب الرئيس والقائد الأعلى للجيش في رسالة نشرتها صحيفة غرانما الرسمية الثلاثاء. وتأتي استقالة كاسترو، الذي توارى عن الأنظار منذ عام 2006، وفقاً للتوقعات ومنذ إعلان شقيقه، الرئيس الكوبي المؤقت، راؤول كاسترو أن المجلس الوطني المنتخب حديثاً سيجتمع في فبراير الجاري لتقرير مستقبل الزعيم العليل. وجاءت تصريحات راؤول مع بدء الانتخابات التشريعية في يناير الفائت، حيث اقتصر التنافس على مقاعد البرلمان على أعضاء الحزب الشيوعي الكوبي الحاكم. انتخابات قادمة ومن المتوقع أن يختار البرلمان الكوبي في اجتماعه المقرر في 24 فبراير الحالي، مجلس الدولة الجديد ورئيسه، وهو المنصب الذي احتفظ به الزعيم الكوبي المخضرم كاسترو لعدة عقود. ويدير راؤول مقاليد الحكم منذ تسلمه السلطة منذ عام 2006 من شقيقه فيديل الذي خضع لجراحة في الأمعاء، اختفى على إثرها من الساحة السياسة منذ ذلك الوقت. وتوارى فيدل عن الأنظار منذ ذلك الحين، باستثناء صور وأشرطة فيديو بثتها وسائل الإعلام الرسمية للفاءات بينه وعدد من نظرائه كان آخرها مع الرئيس البرازيلي لويس إناسيوس لولا دا سيلفا. وعود واتهامات ووعد الشعب الكوبي في ديسمبر الماضي بأنه لن يتشبث بالمنصب، ولن يكون عائقا أمام صعود قيادات شابة لتولي رئاسة كوبا. وقال كاسترو في رسالة نشرتها وسائل الإعلام: واجبي الرئيسي هو عدم التشبث بالمنصب، أو إعاقة ارتقاء وصول أشخاص يافعين، بل واجبي هو نقل الخبرات والأفكار المبنية على مبادئ التواضع الناشئة عن المرحلة الاستثنائية التي عشت فيها. كاسترو ثائراً وعرف كاسترو ثائرا حيث حمل السلاح في العام 1953 ضد نظام باتيستا بعد رفض دعواه القضائية التي اتهمه فيها بانتهاك الدستور، وقاد هجوما فاشلا على ثكنات مونكادا العسكرية في سانتياغو دي كوبا وسجن ثم عفي عنه بعد عامين. وعاش في منفى اختياري بالولاياتالمتحدة والمكسيك لمدة عامين ثم عاد إلى كوبا عام 1956 على رأس مجموعة قليلة من المتمردين أطلقت على نفسها حركة 26 يوليو/ تموز وانضم إلى الزعيم الثوري أرنست تشي غيفارا وأطاح عام 1959 بحكم باتيستا الديكتاتوري. عرف الرئيس كاسترو بمناهضته للولايات المتحدة حيث بدأ خلافه معها عندما أمم بعض الشركات الأميركية العاملة في بلاده. وفي العام 1960 بدأ يشتري النفط من الاتحاد السوفياتي لسد احتياجات السوق المحلي، وعندما رفضت شركات تكرير النفط الأميركية العاملة في كوبا تحسين شروط تكريرها للنفط وتوفيره في الأسواق أممها كاسترو، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة وبدأت كوبا حينها التوجه ناحية الاتحاد السوفياتي واتهم كاسترو في أكتوبر الماضي نظيره الأمريكي جورج بوش بدفع العالم إلى حافة حرب عالمية ثالثة والمجاعة، كما جاء في مقال نشرته وسائل الإعلام الرسمية الكوبية.