كشفت النتائج الأولية لأول انتخابات تشريعية في باكستان منذ ستة أعوام إلى تقدم أحزاب المعارضة. ونقل التلفزيون الباكستاني الثلاثاء أن عمليات الفرز تظهر تقدماً قوياً لحزب زعيمة المعارضة الراحلة بنظير بوتو، في إقليمي السند وبلوشستان. وأفادت التقارير الواردة أن رئيس الحزب الرئيسي، الذي يدعم مشرف وهو حزب الرابطة الاسلامية، خسر مقعده في البرلمان. وأضافت الشبكات نقلاً عن بيانات غير رسمية للجنة الانتخابات أن تشودري شجاعت حسين رئيس الوزراء السابق خسر مقعده في اقليم البنجاب، على يد خصمه من حزب الشعب الباكستاني. كما حقق حزب الرابطة الإسلامية الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، مكاسب كبيرة في روالبندي ولاهور، حيث نزل الآلاف من أنصار الحزب للاحتفال بما يقولون إنه فوز كبير. وتأتي هذه التصريحات فيما تتواصل عملية فرز الأصوات في الانتخابات العامة الباكستانية التي تهدف إلى إكمال انتقال باكستان من الحكم العسكري إلى حكم مدني. وذكرت مصادر من لجنة الانتخابات أن عمليات فرز الأصوات ستكتمل خلال اليومين المقبلين. وقد بدأ أنصار المعارضة في الاحتفال حيث ذكرت أنباء من إقليم البنجاب بان عددا من كبار مؤيدي مشرف قد خسروا مقاعدهم البرلمانية، لكن من المستبعد ظهور نتائج رسمية قبل عدة ساعات. ويصر مشرف على أنه سيقبل بنتيجة الانتخابات بصرف النظر عن الفائز. هزيمة ساحقة ويقول محللون إن مشرف لا يخوض شخصيا الانتخابات البرلمانية ولكن هزيمة ساحقة لأنصاره قد تطرح شكوكا حول رئاسته. وكانت السلطات الباكستانية قد قررت إرجاء موعد الانتخابات في أعقاب اغتيال زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. وبالرغم من عدم وقوع تفجيرات كبيرة في يوم الاقتراع كما حدث في الأيام السابقة، فقد سقط عدد من القتلى في صدامات بين المرشحين المتنافسين، كما وردت تقارير عن اختفاء بعض صناديق الاقتراع. وأدى الخوف من وقوع تفجيرات إلى إحجام عدد كبير من الناخبين المسجلين، والذين يقدر إجمالي عددهم بثمانين مليون شخص، عن التوجه إلى مراكز الاقتراع كما كان الإقبال منخفضا في بعض المناطق. وفي إحدى حوادث العنف بإقليم البنجاب أطلق مندوب أحد الأحزاب الرصاص على مندوب حزب منافس وأرداه قتيلا، وفي حادثة أخرى وقعت يوم الأحد قتل أربعة أشخاص بينهم أحد المرشحين بعد هجوم على حزب الرابطة الإسلامية لرئيس الوزراء السابق نواز شريف. وأفادت مصادر بوقوع عدد من المخالفات في أنحاء مختلفة بباكستان. اتهامات المعارضة وبعد الإدلاء بصوته في معقل حزبه في لاهور، اتهم نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز، أنصار حزب الرابطة الإسلامية-جناح قائد أعظم، وهو الحزب الذي يؤيد مشرف، بممارسة أعمال تزوير والاعتداء على مرشحينا ومؤيدينا. أما زعيم حزب الشعب، آصف على زرداري، فقد هدد بتنظيم احتجاجات شعبية إذا وقع تزوير في نتائج الانتخابات. وشارك عدد من المراقبين المحليين في متابعة الانتخابات فيما حضر عدد قليل من المراقبين الدوليين، بسبب عدم توجيه الدعوة للبعض أو تخوف آخرين من عدم القدرة على ممارسة عملهم بحرية. ومن بين المراقبين الدوليين، السيناتور الأمريكي جوزيف بايدن الذي حذر من تعرض باكستان لعدم الاستقرار في حال تزوير الانتخابات. وقال بايدن إذا اعتقدت غالبية الباكستانيين أن الانتخابات لم تكن نزيهة فإننا سنكون أمام مشكلة حقيقية. ويقول محللون إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أي من الأحزاب الثلاثة الرئيسية لن تحقق فوزا حاسما. وبالتالي سيتحول الاهتمام إلى حزب الشعب الباكستاني وما إذا كان سيختار التحالف مع الأحزاب الموالية لمشرف أو حزب شريف. ويشار إلى أنه إذا قرر حزبا المعارضة الرئيسيان ضم الصفوف فبوسعهما ضمان ثلثي مقاعد البرلمان وقد يحاولان تحدي رئاسة مشرف. وكان مشرف قد تنحى من رئاسة أركان الجيش في نهاية العام الماضي، وهو يحكم البلاد منذ استولى على السلطة في انقلاب عسكري عام 1999. وأدى الخوف من وقوع تفجيرات إلى إحجام عدد كبير من الناخبين المسجلين، والذين يقدر إجمالي عددهم بثمانين مليون شخص، عن التوجه إلى مراكز الاقتراع. وكانت مراكز الاقتراع قد أغلقت أبوابها مساء الاثنين، لتبدأ حالة من الترقب انتظاراً لما ستسفر عنه النتائج لانتخاب 342 عضواً في الجمعية الوطنية الباكستانية (البرلمان).