تأتى وفاة الضحية الثانية للإهمال الطبي داخل معتقلات الانقلاب من جديد عن حجم المأساة الصحية التي يعيشها المعتقلين داخل سجون الانقلاب ,ومدى ما يتعرضون له من ممارسات غير إنسانية وعقاب جماعي يصل إلى حد حرمان المرضى منهم من العلاج وبحسب ما تؤكده التقارير والبيانات الصادرة عن لجنة الدفاع عن المعتقلين وبعض مراكز حقوق الإنسان فإن أعداد ضحايا الإهمال الطبي داخل سجون الانقلاب مرشح للزيادة نظراً لارتفاع أعداد مرضى الحالات الحرجة داخل معتقلات الانقلاب على مستوى المحافظات المختلفة , بينهم 12 حالة فى القاهرة تتنوع إصاباتهم مابين أمراض القلب والكبد والرئة , فضلاٍ عن المعاقين ومبتورى الأيدى ومستخدمى الكراسى المتحركة. وفى نفس الإطار رصد مركز الشهاب لحقوق الإنسان حجم تردى الأوضاع الصحية داخل معتقلات الانقلاب مؤكداً فى أخر تقاريره أن هناك مأساة حقيقية يعيشها المعتقلين الرافضين للانقلاب العسكرى داخل المعتقلات من الناحية الصحية حيث يشتكى المعتقلون من الاهمال الطبى و الحرمان من الأدوية والطعام كما يعانون من الانقطاع المستمر للمياةكما وصف المركز الأماكن التى يتم فيها احتجاز المعتقلين بأنها غير أدمية و مصدر خطر على صحة المعتقلين المرضى منهم والأصحاء بسبب ضيق المكان وتكدس المحتجزين , فضلاٍ عن تعرضهم لأصناف من التعذيب مختلفة لايفرق فيها بين معتقل مريض وأخر صحيح وتواصل مع عدد من أهالى المعتقلين وقامت برصدت بعض من الانتهاكات التى يتعرض لهم ذويهم من المرضى داخل معتقلات الإنقلاب البداية كانت مع هدى وتعمل مدرسة والتى إعتقل والدها البالغ من العمر 75 عاما , والذى يعانى من مرض صدرى مزمن فضلاٍ عن إصابته بالكبد مؤكد ة أن حالته الصحية إزدات سوءاً بعد دخول السجن وعلى الرغم من ذلك فإن إدارة السجن ترفض إدخال له الدواء وجهاز التنفس الخاص به , على الرغم من أنه كثيراً ما يتعرض لأزمات صدرية تعرض حياته للخطر إذا لم يستخدم جهاز التنفس ويتناول الدواءوأشارة هدى إلى أن ظروف والدها الصحية وكبر سنه تجعله لايستطيع تحمل الأوضاع داخل السجن ، موضحة ن مدة زيارتهم له لاتتجاوز الربع ساعة وفى كل مرة تشعر بأن حالته تزداد سوءاً وبالرغم من ذلك لاتلفت الجهات القضائية لظروفه الخاصة أو للطلبات المتعددة التى يقدمها المحامى لطلب الإفراج الصحى عنه فيما أكد إبراهيم محمد محامى أحد المعتقلين أنه تقدم بأكثر من طلب للإفراج الصحى عن أحد المعتقلين الموكل بالدفاع عنهم لأنه مصاب بحالة نفسية يتعاطى على أثارها علاج وأدوية خاصة , ولكن على الرغم من تقديم جميع الأوراق والتقارير الطبية التى تثبت صحة إصابته , يتم تجاهل الطلب فى الوقت الذى يتم فيه رفض إدخال الدواء للمريض أوضاع غير أدميةمن جانبه يقول المحامى جمال عبد السلام ،عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين: الأوضاع داخل المعتقلات بأنها سيئة للغاية وغير أدمية معتبراً أن احتجاز مايزيد عن 30 معتقلا فى مكان واحد ضيق للغاية , يمثل فى حد ذاته مصدر خطر على صحة السجناء , مؤكداً أنه داخل سجن (404) بالجيزة يوجد إثنين من المعتقلين يعانون من مرض شلل الأطفال , كما يوجد معتقل كفيف , وهى حالات صحية تستدعى الإفراج عنهم ولكن دائما ً يتم تجديد الحبس على الرغم من أن التهم الموجة لهم واهية ولا أساس لصحتها . سياسية المقايضةويصف الدكتور حامد صدقى ، الخبير القانونى وعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين أن ما يحدث من انتهاكات داخل معتقلات الانقلاب تصل الى حد منع الدواء عن المرضى بالتجاوزات الوحشية من قبل الانقلابيين ، مشيراً الى أن هذه الممارسات لم تعد تتنافى فقط مع نصوص القوانين الداخلية والتى تعطى المريض المعتقل الحق فى العلاج ,والنقل الى المستشفيات إذ ما إستدعت حالته ذلك , وإنما تتنافى أيضاً مع كافة المواثيق الدولية وكافة مبادىء حقوق الإنسانوأضاف صدقى أن ما يحدث من إهمال طبى متعمد داخل السجون وحرمان المرضى من العلاج و التعنت فى إجراءات الإفراج الصحى عنهم ,هى ممارسات الهدف منها تحقيق نوع من الضغط سواء على المعتقلين أنفسهم أو على مَن يقود التحركات المعارضة للإنقلاب فى الشارع المصرى . ويعتبر صدقي هذه الممارسات تتم بهدف " المقايضة" , وهو ما يؤكد على مدى ضعفهم وعجزهم وسط إصرار معارضى الانقلاب علي الإستمرار فى تظاهراتهم السلمية على الرغم مما يتعرضون له من ممارسات قمعية وتهديدات أمنية ، كاشفا أن هذه الضغوط التى يمارسها الإنقلابيون تأتى وفقاً لإملاءات خارجية بهدف تمكين العسكر من الحكم .