دعا الإعلان الصادر عن المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي انعقد أمس بدمشق بحضور قادة غالبية الفصائل الفلسطينية، وممثلي المنظمات والاتحادات الشعبية والنقابية والمؤسسات الوطنية إلى تسوية الانقسام الفلسطيني الحالي من خلال حوار وطني شامل يحافظ على وحدة الصف. واعتبر الإعلان أنه ما من أحد يملك سلطة التنازل عن القدس أو حق اللاجئين في العودة أو أي حقوق تاريخية مضيفا أن مقاومة الاحتلال الصهيوني هي الشكل الرئيسي للنضال من أجل التحرر. وقف المفاوضات من جانبها دعت قوى فلسطينية مشاركة في المؤتمر لوقف المفاوضات مع الكيان الصهيوني،والتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني. كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بافتتاح المؤتمر الأربعاء إلى مواصلة الغضب الشعبي ضد الكيان الصهيوني لفك الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل كامل. ودعا مشعل الدول العربية لإعادة النظر في مسار التسوية وإدارة الصراع مع الكيان، ووصف المفاوضات بأنها ليست سوى قطار يدور حول نفسه. وأضاف أنه والحكومة الفلسطينية في غزة بقيادة إسماعيل هنية مستعدون لحوار غير مشروط مع السلطة الفلسطينية برعاية فلسطينية أو عربية للحفاظ على حقوق شعبنا. كما دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح إلى وقف المفاوضات المسخرة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وقال إن ما يجري في غزة قرار إسرائيلي بتواطؤ أو رضا بعض العرب أوالفلسطينيين. كما دعا الرجل إلى إلغاء اتفاق أوسلو وإعادة النظر في هذه السلطة الكارثة. وافتتح المؤتمر الذي يعقد تحت شعار التمسك بالحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني والوحدة الوطنية.. طريق التحرير والعودة بحضور وزير الإعلام السوري محسن بلال ووزيرة المغتربين بثينة شعبان وشخصيات معارضة لبنانية، وبمشاركة المئات من الأراضي الفلسطينية والشتات ووفود عربية. وانتخب المؤتمر رئيس بلدية نابلس السابق بسام الشكعة رئيسا له، وطلال ناجي (الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة) وأنيس الصايغ وحمدي برقاوي نوابا للرئيس. دعوة للوحدة من جانبهم رفض قياديون بالفصائل ومشاركون في المؤتمر الوطني الفلسطيني للتمسك بالحقوق الوطنية اتهامات السلطة لهم بالعمل على تكريس الانقسام الداخلي ومؤازرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يسود جدل حول مدى فاعلية المؤتمر بتحقيق الأهداف الكبيرة التي طرحها. وقال رئيس اللجنة التحضيرية د. طلال ناجي إن غاية المؤتمر توحيدية عبر محاولة رأب الصدع الداخلي بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس، مشددا على أن المستقبل الفلسطيني يصنعه الجميع ولا تستقيم الأمور مع تغييب أي فريق. وأوضح ناجي للجزيرة نت أنه تم توجيه الدعوات ل17 فصيلا بما فيها فتح، وقد لبى الدعوة ثمانية فقط، إضافة لممثلي الجمعيات والنقابات والاتحادات وممثلي لجان حق العودة في المخيمات. وغاب عن حضور المؤتمر الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، فيما حضرته حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية-القيادة العامة والصاعقة وجبهة النضال الشعبي والحزب الشيوعي الثوري وفتح الانتفاضة وجبهة التحرير الفلسطينية إضافة إلى جيش التحرير. وذكر مسئول العمل الجماهيري بحماس طلال نصار أن المؤتمر توافقي أولا وأخيرا، وأكد أن الفصائل والقوى والشخصيات التي شاركت به تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني وتطلعاته في مواجهة المخاطر المحيطة بقضيته. وشدد نصار على أن منظمة التحرير بصورتها الحالية لا تعبر عن واقع الحال السياسي الفلسطيني خاصة في ظل وجود حركتي حماس والجهاد الاسلامي خارجها والترهل الذي أصاب هياكلها، موضحا أن أحد المحاور الرئيسة للنقاش هو إصلاح المنظمة. المنظمة ترفض من ناحيتها اعتبرت أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن المؤتمر هو تكرار هزيل لمشاريع انقسامية. وهاجمت أمانة سر التنفيذية في بيان لها دمشق، وقال لقد ارتكبت القيادة السورية خطأ جسيما آخر عندما فبركت هذا المؤتمر الذي تحول إلى مباراة في الردح ضد القيادة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية. واعتبر البيان أن حماس وبعض الأطراف المقامرة بمصير شعبنا وأهلنا في قطاع غزة قدمت تحت ذريعة ما يسمى بالمقاومة الصواريخ سلاحا جديدا تستعمله إسرائيل اليوم للهروب من التزاماتها والضغوط الدولية المتنامية عليها لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية ولوقف عدوانها الدموي ضد شعبنا. وشكل المؤتمر الذي يعقد ما بين 23–25 الجاري لجنتين من أعضائه البالغ عددهم نحو تسعمائة مشارك: الأولى للحقوق الوطنية وفي مقدمتها حقا العودة للاجئين والمقاومة حتى دحر الاحتلال، والثانية للوحدة الوطنية وإعادة بناء المنظمة. مخاوف من عدم التطبيق في المقابل يبدي مشاركون حذرهم من عدم تطبيق النتائج. ويقول الشهابي إن عدم وضع آلية لتطبيق التوصيات يجعل المؤتمر دون جدوى وإضاعة للوقت. ويبدي الرجل عدم تفاؤله استنادا إلى صعوبة القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية، وتراكم الملفات التي يطرح المؤتمر التصدي لها دفعة واحدة.