ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تزايد حدة الصراع في مدينة حلب السورية خلال الأيام القليلة الماضية حولها من حصن لطالما اعتبره البعض مؤيدا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى مدينة تعمها الفوضى وتهددها الانقسامات والفتن الطائفية.وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته في موقعها على شبكة الإنترنت اليوم، إن رقعة القتال وما يخلفه من فوضى قد اتسعت أمس الاثنين في كبرى المدن السورية، بعد أن هاجم الثوار مقر البلدية التابع للحكومة بالصواريخ، الأمر الذي دفع المئات من الموظفين الحكوميين للفرار من مقار أعمالهم، بينما انتشر العشرات من الجنود في محيط المقار الحكومية لحمايتها.وأضافت الصحيفة أن فرار الموظفين من المقار الحكومية أدى إلى تعطل العديد من الخدمات بالمدينة، فيما أوضح بعض من الذين نفذوا الهجوم على مقر البلدية أن الثوار لا يرغبون في قتل الموظفين، ولكنهم يسعون لتحرير كل مبنى بالمدينة ممن يعملون لصالح الأسد.وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الحصيلة الثقيلة من القتلى والجرحى التي خلفها شهران من القتال العنيف في المدينة، فإن حدة الانقسام والصراع لم تظهر بوضوح إلا خلال الأيام الماضية، حيث وصلت الصراعات إلى أحياء ثرية يقطنها أكراد ومسيحيون ومسلمون يتبعون المذهب السني بعد أن كانت تلك الأحياء بمنأى عن الصراع في بدايته، وهو الأمر الذي أثار انقسامات حادة بين الجماعات العرقية التي لطالما تعايشت سويا في حلب.وأشارت الصحيفة - في تقريرها - إلى قيام المسيحيين في مدينة حلب بحيازة الأسلحة لحماية منازلهم وكنائسهم، وفي الوقت الذي تظهر فيه بعض الأقليات في سوريا تأييدها للرئيس السوري بشار الأسد خوفا من أساليب قد تلجأ إليها المعارضة السنية إذا ما وصلت للحكم، إلا أن البعض داخل هذه الأقليات يرى أن الهدف من قيام نظام الأسد بتسليحهم هو جر الأقليات للحرب الأهلية المشتعلة في جميع أنحاء البلاد.وفيما يخشى مسيحيو حلب من هجمات قد تشنها جماعات إسلامية على ممتلكاتهم، سقط نحو 31 شخصا بين قتيل وجريح أمس الإثنين في هجوم استهدف مسجدا بأحد أحياء المدينة عند صلاة الفجر.وحول المواجهة بين الجيش والمعارضة في سوريا، قالت الصحيفة إن الطريق بين دمشق وحلب اكتظ يوم السبت الماضي بالقوات النظامية المتجهة إلى حلب، وبينما تواصل المعارضة هجماتها على المقار الحكومية بالمدينة، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية أن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على اثنين من أحيائها.ولفتت الصحيفة - في ختام تقريرها - إلى الوضع المتردي الذي وصلت إليه مدينة حلب مؤخرا، حيث أغلقت معظم الأسواق والمراكز الصحية أبوابها، وتحولت أقسام الشرطة إلى أماكن مهجورة ، وزاد عدد الأحياء التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب.