وقعت فرنسا واليونان اتفاقا دفاعيا مهما اليوم الثلاثاء يتضمن التزامات من أثينا لشراء ثلاث سفن حربية فرنسية، مع إتاحة خيار شراء سفينة رابعة. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس القول خلال مؤتمر صحفي مشترك في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "بلدانا يتخذان الخطوة الأولى نحو استقلال استراتيجي أوروبي". وقال ماكرون: "إنها علامة ثقة وجودة للإنتاج الفرنسي". وتعد هذه خطوة موفقة لماكرون، الذي ضغط بقوة من أجل تعزيز أوروبا لقدراتها الدفاعية في الأسبوعين الماضيين بعد أن أعلنت أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة عن اتفاقية دفاعية في منطقة المحيط الهادئ، حيث رافق ذلك أيضا انهيار صفقة غواصات بمليارات الدولارات بين فرنساوأستراليا. وتم إبرام الاتفاقية الدفاعية في سرية، ولم تشمل فرنسا، القوة المقيمة في المنطقة، وتراجعت كانبرا عن اتفاق سابق لشراء 12 غواصة فرنسية غير نووية. وأثار ذلك غضب ماكرون. وتحدث ماكرون عن شراكة سيكون لها تبعات جيوسياسية كبيرة، خاصة في شرق البحر المتوسط ، حيث قال إن المصالح الأوروبية ضرورية خاصة فيما يتعلق بالطاقة. وأشار ماكرون إلى أن فرنسا أظهرت العام الماضي تضامنها مع اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وكانت اتفاقية اليوم الثلاثاء مجرد تعزيز لهذا الدعم. وفي صيف عام 2020، وجدت اليونان وتركيا نفسيهما على شفا مواجهة عسكرية بسبب خلاف بشأن مصادر الغاز الطبيعي المكتشفة حديثا في شرق البحر المتوسط. وتحاول فرنسا، التي تلتزم على أي حال بتعزيز الدفاع الأوروبي، منذ ذلك الوقت إحراز تقدم في هذه القضية. وحذر ماكرون من أن أوروبا ستقع في خطأ فادح ما لم تتعلم دروسا من السلوك الأمريكي في السنوات القليلة الماضية وتبدأ في اتخاذ خطوات لضمان حمايتها. ووصف ميتسوتاكيس فكرة إنشاء جيش أوروبي بأنها "اقتراح ناضج"، وذلك في مقابلة تلفزيونية مع هيئة الإذاعة والتليفزيون اليونانية أمس الاثنين من باريس. وذكرت بلومبرج أنه خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، قال ميتسوتاكيس إن تشكيل اتحاد دفاعي أوروبي سوف يعزز حلف شمال الأطلسي (ناتو) أيضا. ويأتي اتفاق يوم الثلاثاء في حين ترقِّي البحرية اليونانية أسطولها ووسط تصاعد التوترات مع تركيا مرة أخرى بسبب الإجراءات التركية في المياه المتنازع عليها.