قفزت أسعار النفط، اليوم الخميس، مدعومة بمؤشرات على أن تخمة الخام الأمريكية لا تنمو بالسرعة المتوقعة وأن الطلب على الوقود المنكوب جراء قيود كوفيد-19 بدأ يتحسن. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 9.2% إلى 16.45 دولار. وكان خام القياس الأمريكي صعد 22% يوم الأربعاء. وزاد برنت 5.6% مسجلا 23.81 دولار للبرميل في معاملات خفيفة، نظرا لحلول أجل عقد يونيو. وارتفع عقد خام برنت الأنشط لشهر يوليو 5% إلى 25.38 دولار للبرميل. وزادت مخزونات الولاياتالمتحدة من الخام تسعة ملايين برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى 527.6 مليون برميل، حسبما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما جاء أقل بكثير من زيادة قدرها 10.6 مليون برميل توقعها المحللون في استطلاع لرويترز. ونزلت مخزونات البنزين الأمريكية 3.7 مليون برميل عن مستويات قياسية مرتفعة سجلتها في الأسبوع السابق، حيث عوضت زيادة طفيفة في الطلب على الوقود إثر انتعاش في إنتاج المصافي. وقال وارن باترسون مدير استراتيجية السلع الأولية في آي.إن.جي "إذا رأينا استمرارا لهذا الاتجاه في الأسابيع المقبلة، فقد ينبئ بأن سوق النفط ربما تجاوزت الأسوأ". وفي سياق متصل، قالت وكالة الطاقة إن القيود الاقتصادية المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ستخفض الطلب العالمي على الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدلات قياسية. وأضافت الوكالة، أن الطلب العالمي على الطاقة قد يتراجع 6% بسبب القيود المفروضة على أنشطة الحياة العامة والقطاعات الاقتصادية فيما سيكون أكبر انكماش يسجل على الإطلاق. وتشير الوكالة، التي تصف تقديرها بالمتحفظ، إلى أن ذلك التراجع سيؤدي لانخفاض نسبته 8% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يتجاوز ستة أمثال معدل الانخفاض القياسي المسجل في 2009 عقب الأزمة المالية العالمية والذي بلغ وقتها 400 مليون طن. وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة فاتح بيرول لرويترز "بعض الدول قد تؤجل رفع إجراءات العزل العام أو قد تثبت موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا أن توقعاتنا الحالية متفائلة". وتعطلت الأنشطة الاقتصادية في أنحاء العالم بسبب إجراءات احتواء المرض ما يرسخ توقعات الاقتصاديين لركود عالمي عميق. وتضرر الطلب على الفحم، المتسبب في انبعاثات كثيفة، بأكبر قدر حتى الآن بسبب الجائحة إذ هبط الطلب في الربع الأول من العام وتوقعات 2020 بأكمله 8% مقارنة بذات الفترتين من العام الماضي. وقد تصل نسبة انخفاض الطلب العالمي على الغاز الطبيعي إلى 5% في 2020، بينما تراجع توليد الكهرباء 2.6% في الربع الأول لكن توليدها من المصادر المتجددة ارتفع ثلاثة بالمئة في تلك الفترة مع بدء تشغيل مشروعات جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وقال بيرول "في ضوء عدد الوفيات والصدمة الاقتصادية في أنحاء العالم، فهذا التراجع التاريخي للانبعاثات الضارة عالميا ليس أمرا يدعو للابتهاج". وحث الحكومات على انتهاز فرصة التعطيلات لتشييد بنية تحتية للطاقة صديقة للبيئة. واقتربت حصة مصادر الطاقة المتجددة من إمدادات الكهرباء العالمية من 28% في الربع الأول من 2020، ارتفاعا من 26 % في الربع الأول من 2019 ومن المتوقع أن تصل إلى 30% بنهاية العام. وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن اتفاقا غير مسبوق بين الدول الكبرى المنتجة للنفط هذا الشهر لخفض الإنتاج لمواكبة تهاوي الطلب قد لا يكلل بالنجاح مع نفاد الطاقة الاستيعابية لتخزين الخام الفائض عن الاستهلاك. وشهد الطلب على النفط تراجعا يفوق 5% في الربع الأول من العام الجاري لكنه قد يشهد في النهاية أسوأ تراجع بين أنواع الوقود وبما قد يصل 9% في 2020 بأكمله. وقال بيرول "بالمعدل الحالي في سوق النفط، قد نرى امتلاء الطاقة الاستيعابية لتخزين الخام في أنحاء العالم بحلول منتصف يونيو"، مشيرا إلى أن المشكلة أكثر احتداما في أمريكا الشمالية. ومن المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار غير مسبوق يبلغ 9.3 مليون برميل يوميا في 2020. واتفقت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ودول كبرى أخرى منتجة للخام مثل روسيا على خفض ما يقرب من عشر ملايين برميل يوميا، تعادل نحو 10% من الإنتاج العالمي اعتبارا من أول مايو.