حذر الأعضاء الديمقراطيون فى الكونجرس الأمريكى، أمس، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من استغلال نشر مذكرة أعدها النواب الجمهوريون تتهم مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى. آى» ووزارة العدل بالتحيز فى تحقيقات التدخل الروسى، كذريعة لإقالة المحقق الخاص المكلف بالقضية روبرت مولر ونائب وزير العدل الأمريكى رود روزنشتاين. وقال قادة الديمقراطيين فى الكونجرس، فى رسالة إلى ترامب، إن «إقالة رود روزنشتاين المسئول الثانى فى وزارة العدل ومسئولين فى الوزارة نفسها أو روبرت مولر المدعى الخاص المكلف بالتحقيق فى التدخل الروسى يمكن أن تتسبب بأزمة دستورية غير مسبوقة منذ مذبحة ليلة السبت (1973)»، فى إشارة إلى إقالة الرئيس الأمريكى آنذاك ريتشارد نيكسون مدعيا خاصا مستقلا يحقق فى «فضيحة ووترجيت». واعتبر الديمقراطيون أن مثل هذه الأساليب ستشكل «عرقلة للعدالة»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأعلن البيت الأبيض، فى وقت سابق، الكشف عن المذكرة السرية التى تدين استخدام مكتب التحقيقات الفيدرالى لسلطته فى التحقيقات حول قضية التدخل الروسى. وتقول المذكرة إن التحقيق فى صلات بين حملة ترامب وموسكو مدفوع بتحيز سياسى. وتتهم «إف.بى.آى» ووزارة العدل بتضليل قاض فى محكمة مختصة بإصدار تصاريح لعمليات التنصت فى مارس الماضى لدى سعى الجهتين لاستصدار تصريح بالتنصت على كارتر بيج مستشار حملة ترامب وتقول إن الطلب اعتمد على مصدر متحيز، وفقا لوكالة رويترز. من جهته، راوغ الرئيس ترامب فى مؤتمر صحفى بالمكتب البيضاوى، أمس، عقب نشر المذكرة، بشأن مصير نائب وزير العدل الأمريكى رود روزنشتاين. وقال ترامب: «تم رفع السرية عنها (المذكرة)، سنرى ماذا سيحصل»، مضيفا «ما يحصل فى بلادنا هو عار (...) على كثير من الناس أن يشعروا بالعار»، دون أن يسمى روزنشتاين تحديدا. وبسؤاله عما إذا كان يفكر حاليا فى إقالة روزنشتاين وما إذا كان مازال يحتفظ بثقته فيه، قال ترامب: «عليك أن تكتشف ذلك بنفسك»، مكتفيا بهذا الرد المقتضب. وبعد ساعات من تصريحات ترامب، قال مسئول بالبيت الأبيض إنه لا يوجد حاليا أى نقاشات بشأن إقالة روزنشتاين، بحسب شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية. وقال أحد المسئولين إن الرئيس ترامب يلوم روزنشتاين على الوضع الراهن لتحقيق التدخل الروسى، لكنه استبعد أن يتخذ خطوة أبعد من ذلك تجاهه. كما أن مستشارى ترامب أبلغوه بأن إقالته روزنشتاين ستكون محفوفة بالمخاطر. من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز فى بيان إن المذكرة «تثير مخاوف جدية بشأن سلامة القرارات التى تتخذ على أعلى مستويات وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالى لاستخدام أدوات المراقبة الأكثر تطفلا ضد المواطنين الأمريكيين». ولم تقدم سارة إيضاحات حول مستقبل روزنشتاين إلا أنها قالت إن ترامب يكن «احتراما كبيرا» للمسئولين عن تطبيق القانون وأعضاء أجهزة المخابرات الأمريكية. وأضافت أنه «ممتن بشكل خاص للموظفين الذين يعملون بجد، للحفاظ على أمن الولاياتالمتحدة والالتزام بقوانينا مع حماية الحقوق الدستورية لجميع الأمريكيين». من جانبه، قال السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين إن «الهجمات الأخيرة على الإف.بى.آى ووزراة العدل لا تخدم مصالح الأمريكين ولا أى حزب ولا الرئيس، فقط (تخدم) بوتين»، بحسب صحيفة «جارديان» البريطانية. وأضاف ماكين: «الشعب الأمريكى من حقه معرفة كل الحقائق المحيطة بجهود روسيا الرامية إلى تقويض ديمقراطيتنا ولذلك يجب أن يستمر تحقيق مولر دون عائق». وتابع: «على كل المسئولين المنتخبين فى بلدنا ومن بينهم الرئيس ترامب التوقف عن النظر للتحقيق من خلال عدسة مشوهة بالسياسة».
