"نزاربايف" يحدد سياسة بلاده الإقتصادية ب5 أولويات لا يزال خطاب الرئيس نورسلطان نزاربايف الذى وجهه لشعبه مؤخرا، أحد أبرز الأحداث العالمية التي تستحق المتابعة فيما يخص الأوضاع فى جمهورية كازاخستان، فقد نقل نزاربايف عبر الخطاب الأخير رؤيته التنموية للواقع الجديد فى بلاده و توجيهاته للحكومة بوضع خطة استراتيجية تنموية حتى عام 2025 يعد هذا الخطاب الذى جاء بعد إعلان نورسلطان نزاربايف عن عدد من التعديلات الدستورية والقانونية المقترحة ، والتي يتم بمقتضاها التنازل ونقل العديد من الصلاحيات التي يخولها له الدستور ، إلي الحكومة والبرلمان هو بمثابة خطاب رجل دولة للتاريخ و كشف حساب عن مسيرة طويلة بدأت منذ الإستقلال تخطت خلالها البلاد و بشرف مرحلتها التنموية ذات ال 25 عاما . لم يتحدث رئيس جمهورية كازاخستان فقط عن موقف بلاده الأن و مكانتها المرقومة على الساحة الدولية كنتيجة للمسار السياسى الصحيح ولكن تحدث أيضا عن كيفية تحقيق بلاده نموذج جديد للنمو الاقتصادي والذى من شأنه تحقيق قدرة تنافسية عالمية . ففى جزء كبير من خطابه ركز الرئيس على أهمية البدء و بكل جرأة في التحديث الثالث للبلاد تحت اسم "المبادرة الوطنية التقنية لكازاخستان" كجسر ذو ثقة إلى المستقبل، و لتحقيق أهداف استراتيجية–2050، حيث سيتم تنفيذه على أساس خطة الأمة "100 خطوة ملموسة . وذلك بعد إجتياز كازاخستان التحديث الأول بالانتقال من الاقتصاد المُخطط إلى اقتصاد السوق و بالتزامن مع حفظ البلاد من الاضطرابات،ومن نشوب حرب أهلية، ومن الانهيار الاقتصادي . و التحديث الثاني والذى بدأ مع اعتماد استراتيجية 2030م،وإنشاء العاصمة الجديدة أستانا، والتى قادت كازاخستان إلى صفوف دول الاقتصادات 50 الأكثر تنافسية في العالم . وبالتالى فالخطاب راهني ومستقبلي في الآن ذاته إذ يستقرئ الأوضاع السالفة والحادثة فى البلاد بدراية عميقة وقرارات واضحة كما يرسى رؤى جديدة إزاء طموحات كازاخستان الإقتصادية كدولة تسعى بكل ثقة لتكون ضمن الدول ال 30 المتقدمة في العالم بحلول عام 2050م . تطرق الخطاب الى فضل السياسة الاقتصادية "نورلي جول" (طريق النور)، وخطة الأمة "100 خطوة ملموسة" والتى مكنت البلاد أن تجتاز بجدارة المرحلة الأولى من التحول العالمي المعقد، مما ساهم في نمو الاقتصاد، ودعم الأعمال التجارية، وتوفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل جديدة وكذلك تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1٪ في عام 2016م، وهذا مهم، لاسيما في ظل الظروف الحالية الصعبة . والأهم من ذلك تحديد نزارباييف أولويات بلاده الاقتصادية خلال المرحلة القادمة فى خمس أولويات رئيسية مصممة لضمان النمو الاقتصادي الأعلى من المتوسط العالمي والتقدم المُطرد بين البلدان ال 30 الرائدة هى : الأولوية الأولى - التحديث التكنولوجي المتسارع للاقتصاد و الأولوية الثانية - التحسين الجذري وتوسيع بيئة الأعمال و الأولوية الثالثة – الاستقرارالكُلّي للاقتصاد و الأولوية الرابعة - تحسين أداء الموارد البشرية واخيرا الأولوية الخامسة - التغيير المؤسسي، الأمن ومكافحة الفساد . ان الخطاب يراهن على قوة الشعب الكازاخى وطموحه من خلال وحدته الوطنية و سياسة قيادته الرشيدة ويدعو الى النظر إلى المستقبل بثقة وإنجاز التحديث فى الوقت المحدد وفيه الكثير من التحدي الإيجابي الذي يبثه الرئيس لكل مواطن كازاخى قائلا : ليس لدينا خيار آخر سوى قبول تحدي الزمن بشكل لائق وحل المعضلة حيال مواصلة تحديث البلاد ، وأنا على ثقة بأن شعبنا العظيم سيستفيد بشكل كامل من هذه الفرصة التاريخية الفريدة ولذلك فى رأيى إن خطاب الرئيس نزاربايف هو خطاب الواثق بما يقول وهو خطاب الأمل والحاضر والمصير . .