كتب: أحمد محارمفى محاوله منا لدراسة وفهم ما يحدث حولنا فمن الواجب أن نقلب صفحات دفتر أحوال الوطن لنعرف أين نحن وإلى أين سنكون . فالمدرسة التى لا يوجد بها تعليم حقيقى وإنما مضيعة للوقت حيث يضرب المدرسون عن العمل ويطالبون من خلال مظاهرات فئوية بزيادة الرواتب وتستجيب لهم الحكومة ولا زالت الفصول خاوية فالطلاب يتسكعون والجهاز الفنى والادارى للعملية التعليمية مغيب ثم تزدحم الشوارع والبيوت فترة المساء فى تعليم من خلال الحديقة الخلفية فى مهزلة أسمها الدروس الخصوصية . الدين يحث على النظافة والحديث النبوى الشريف يقول بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة وأنت ترى مسجد بجوارة مدرسة ثم كوفى شوب بمعنى أن المؤسسة الدينية تجاور المؤسسة التعليمية وأيضاً مكان للترفية ومقابل لهذا المشهد تل من القمامة بالطبع لم يأتى من المريخ والناس تتعامل مع الأمر على أنه لا يهمهم طالما أن البيوت نظيفة وإن كنت أشك فى ذلك أيضاً .وعندما ترسل دعوة لأولياء أمور طلاب للمشاركة فى إجتماع يخص العملية التعليمية بمعنى آخر أنه يخص مستقبل أبنائهم .. عدد الدعوات المرسلة 1200 دعوة ولم يحضر الإجتماع سوى شخص واحد وكان من الواجب أن يصنع له تمثال . ان نوبه الصحيان التى إنتابت الشعب المصرى بكل طوائفة وطبقاتة الإجتماعية بعد نجاح ثورة يناير كان شيئاً جميلاً جعلنا نفتخر بإننا مصريون ونظر العالم لبلدنا بإعجاب وتقدير .لكننا وكما يقول المثل الشعبى خير اللهم إجعلة خير فنحن لا نصدق أنفسنا عندما تظهر فينا الإيجابيات وكأن السلبية والتردى والتخلف مكتوبة على جباهنا . لقد أظهرت الثورة كل ما لدى المصريين من خير وشر فى نفس الوقت من نجاح وفشل فلقد أظهرت أفضل وأقبح ما عندنا فإذا كان الفشل يولد يتيماً عديم الأبوين فإن النجاح دائماً يغرى بأن يكون له مليون أب . وإذا كانت الثورات مثل الزلزال له توابع لكن الفرق الوحيد أن توابع الزلزال يمكن توقعها أو التنبؤ بها وقياسها على مقياس ريختر أما الثورات المضادة فأنت لا تدرى من أين تأتى المصيبة .المثل الشعبى هبلة مسكوها طبلة ينطبق على حالتنا فى فهم الديمقراطية فنحن سمعنا عنها ولم نراها فالهواء نتنفسه ولا نراه والكهرباء نشعر بأهميتها ولكننا لا نراها أيضاً فالديمقراطية شئ من هذا القبيل نحتاج إليها وليس عيباً أن نتعلمها أو نتدراسها لنمارسها وتصبح جزءاً هاماً من منظومة حياتنا اليومية .لقد شبعنا لطماً على الخدود وتهليلاً وتهريجاً لموضوع الثورة والتى كانت أمل والمفترض أن ننتقل من الأمل الى العمل فبدلاً من أن نزيد الإنتاج زاد الكلام وزادت معه المهاترات وإن كنا نطالب بإحترام الآخر كمقدمة لفهم الديمقراطية وممارستها لكننا كنا ولا زلنا فى مراحل كر وفر وهذا الشئ خطير ولا يبشر بالخير .إن الأحداث الأخيرة التى وقعت أمام مبنى التليفزيون فى ماسبيرو وراح ضحيتها عدداً من الشعب المصرى دون أن يكون هناك مبرر أو سبب إلا لزعزعة الإستقرار وضرب سلامة وأمن الوطن فى مقتل . لم يعد هناك معنى لحرية التظاهر والتى تتيح للحابل أن يختلط بالنابل .لقد توافرت حسن النية لفترات طويلة لكنإذا كانت الأمور تسير على هذا النحو الخطير فاننى أعتقد أنه نت الأجدر بنا أن نتحلى بالشجاعة والموضوعية وأن يتم منع فرصة تنظيم الإعتصامات والمظاهرات لفترة محددة . لقد أسأنا فهم حرية التعبير واتاحنا الفرصة لمن يريد أن يعبث بأمن وسلامة هذا الوطن وحتى تستقيم الأمور فليس من العيب أن نراجع أنفسنا ونتخذ قرار صائباً حتى لو كان مريراً بمنع هذه المظاهرات .إن الصهيونية العالمية هى الأب الشرعى للإرهاب العالمى وهى تحاول من كل الإتجاهات وبكل الوسائل أن تحاصرنا لتضعفنا لتحقق مخططاتها التوسعية . يبدو أن نظرية الفوضى الخلاقة والتى تحدثت عنها كونداليزارايز وزيرة خارجية أمريكا سابقاً قد وجدت مكاناً لها على الأرض .كم سعدنا عندما سقط النظام وتنفس الناس الصعداء حيث إنقشع الغبار وظهرت على سطح الحياة العلمية والإقتصادية والسياسية الكثير من الشرفاء كنا لا نعرفهم أو نسمع عنهم حيث كانوا فى طى النسيان وسعدنا كثيراً فى ظهور الدكتور فاروق الباز وحديثة عن ممر التنمية وإمكانية أن يكون هناك مستقبل للمصرين هناك أن يفضوا الإشتباك والإزدحام وأن يخرجوا من الوادى الضيق الى رحاب المستقبل وظهرت دراسات جادة لإحياء زراعة القمح والإستغناء عن الاستيراد ومحاولات إسترداد القطن المصرى لعرشة وتعديل الاسعار المقحفة بحق المصريين فى تصدير الغاز والذى هو ثروة الشعب ومستقبل البلاد ؟ أيضاً المصريين العاملين بالخارج ظهرت منهم مواقف مشرفة لدعم المرحلة الانتقالية والاستقرار فى مصر وإصرارهم على أن تتاح لهم فرصة المشاركة فى الإنتخابات فإن دلت على شئ تدل على مدى إهتمامهم وحرصهم على الشأن المصرى . نأمل الا ينفرط عقد الأمل الذى تحلا به المصريين بعد الثورة حتى نبدأ العمل ونقلل من الكلام لإننا ندعوا فى التفكير فى أهمية أن تتوقف هذه المظاهرات لفترة حتى تستقيم الأمور وأن نفوت على أعداء الوطن ما يريدون له من شر .. سلم الله الوطن من كل مكروه.