الإرهاصات والمقدمات التى تشهدها مسابقة الدورى العام تؤكد أن استمرار الدورى المصرى اصبح على "كف عفريت" خاصة فى ظل استمرار المشاكل والازمات المتعددة، والتى بدأت بأزمة امتناع الحكام وتهديداتهم بعدم ادارة المباريات لتأخر حصولهم على مستحقاتهم المالية التى تتجاوز 4 ملايين جنيه، فضلاعن اقتراب ذكرى 25 يناير، وتهديدات الألتراس المستمرة باقتحام الملاعب حال عدم السماح لهم بحضور المباريات . فى النقرير التالى نتعرف على أبرز الأسباب التى من الممكن ان تؤدى الى الغاء مسابقة الدورى هذا الموسم. كانت أزمة قد نشبت فى مباراة الاتحاد السكندرى وطلائع الجيش بعدما رفض طاقم التحكيم بقيادة الحكم أحمد حمدى نزول أرض لإدارة المباراة الا بعد الحصول على 7 الاف جنيه قيمة مستحقات إدارة المباراة ليتأجل بدء اللقاء لأكثر من ساعة شهدت فيها محاولات من اداريى نادى الاتحاد ونادى طلائع الجيش فى إثناء طاقم التحكيم عن قراره وبداية اللقاء الا ان الحكام اصروا على موقفهم حتى تلقوا وعدا من جمال علام رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم بصرف مستحقاتهم المالية فور عودتهم من الإسكندرية ليكتب طاقم الحكام فصلا جديدا من مهازل اتحاد الكرة بقيادة جمال علام . «مشكلة التحكيم حطت على دماغى» هكذا بدأ طارق يحيى، المدير الفنى لفريق طلائع الجيش، حديثه مبديا استياءه من الواقعة وأعرب عن غضبه مؤكدا ان ما حدث لا يحدث فى اى دورى فى العالم وان فريقه يجب عليه الا يتحمل مشاكل وازمات الآخرين. وأكمل يحيى ان خسارة الجيش ترجع إلى تأخير نزول لاعبيه لأرض الملعب بسبب أزمة الحكام قائلا: "تأخير المباراة تسبب فى جلوسنا بغرفة خلع الملابس لمدة زادت على الساعة، مما أثر بالسلب على اللاعبين"، ومازالت الأزمة لم تنته، ومن الوارد تكرارها خصوصا أن اكثر من حكم هدد بالعصيان بعد تأخر مستحقاتهم وهو ما يهدد المسابقة بأكملها بالتوقف والإلغاء فى ظل ضيق الوقت . ولم تختلف أزمة الحكام عما حدث من التراس أهلاوى الذى أجل بدء مباراة النادى الأهلى وسموحة لأكثر من ساعتين بعدما تمجهر عدد من المنتمين الى الرابطة أمام حافلة النادى الأهلى رافضين ذهاب الفريق للمباراة بسبب وعود اتحاد الكرة المتكررة بإقامة المباريات بجماهير فى أكثر من مناسبة دون تحقيق اى وعد . وبعيدًا عن الهزيمة المريرة التى تلقاها الأهلى على يد ضيفه سموحة السكندرى بثلاثية دون رد فى الاسبوع التاسع بمسابقة الدورى الممتاز فإن المشهد الذى سيطر على الأجواء تمامًا فى أوساط الكرة المصرية كان التصرف الذى قامت به رابطة ألتراس أهلاوى بالتجمع أمام فندق إقامة الفريق ومنع حافلته من التوجه لملعب بتروسبورت وهو ما كاد يتسبب فى إلغاء اللقاء لولا تفهم مسئولى سموحة الموقف وإقامة اللقاء للرد على التجاوزات. رابطة الألتراس أعلنت موقفها بكل قوة بأنها لن تسمح بإقامة المباريات بالدورى دون حضور الجماهير، وأصدرت بيانا عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعى أكدت فيه أنها ترفض تماماً الوعود المتضاربة بخصوص ملف عودة الجماهير وأكدت أن إلغاء البطولة أفضل من إقامتها بدون جماهير. وأكد اللواء شيرين شمس، القائم بأعمال المدير التنفيذى للأهلى، أنه لا مجال لتكرار ما حدث فى مباراة سموحة خاصة أن الفريق دفع الثمن موضحاً أن اللاعبين تم احتجازهم فى الفندق تحت مرأى ومسمع من قيادات الأمن، وطالب بتطبيق القانون ووضع أطر منظمة لعودة الجماهير فى أقرب وقت. أما العميد ثروت سويلم المدير التنفيذى لاتحاد الكرة فأعلن أن الجماهير ستعود منتصف شهر فبراير المقبل مع انطلاق الدور الثانى للدورى موضحاً أن تصرف ألتراس الأهلى كفيل بهدم محاولات عودة الجماهير وقرار خاطئ من الرابطة. وأوضح أن بعض المأجورين يستغلون الأحداث ويسعون لهدم استقرار الدولة رغم المحاولات القائمة لعودة الجماهير. ولم يختلف رأى أحمد شوبير كثيرا والذى أكد ضرورة اعتبار روابط الألتراس جماعات إرهابية والتعامل معها وفق قانون الإرهاب رافضا فكرة النقاش مع المنتمين لروابط الألتراس وحمل شوبير التراس اهلاوى مسئولية هزيمة الأهلى المذلة أمام سموحة بعدما تسببوا فى تشتيت لاعبى الأهلى وخروجهم من الفندق بسيارات أجرة مما تسبب فى إرهاقهم وأوضح شوبير: قبل وجود التراس اهلاوى فى المدرجات كان الأهلى يحصد الألقاب والبطولات دون الحاجة اليهم وأنه سيستمر فى إنهاء ما سماه بلطجة جروبات الألتراس على سيادة الدولة المصرية . ولم تكن خسارة المنتخب الأوليمبى لبطولة إفريقيا تحت 23 بسبب أسباب فنية بل كشفت الهزيمة عدم قدرة اتحاد الكرة على احكام السيطرة على لاعبى المنتخب الأوليمبى بعدما تكررت سهرات النجوم خارج معسكر المنتخب الذى أقيم فى شرم الشيخ قبل السفر الى السنغال لخوض منافسات البطولة الأفريقية ورغم علم اتحاد الكرة بالواقعة وتأكده منها الا انه لم يعاقب اى لاعب ممن تورطوا فى الفضيحة ولم يكن الفشل الأخلاقى هو الوحيد بل ايضا لم يستطع اتحاد الكرة تنظيم مباريات إعدادية قوية للمنتخب الأوليمبى بسبب رفض الأهلى والزمالك التفريط فى لاعبيهما. واذا استمرت هذه الازمات تتصاعد مع اقتراب موعد ذكرى 25 يناير فان الاتجاه الاقرب سيكون نحو فكرة الغاء الدورى وعدم استكماله حفاظا على الاستقرار وخوفا من تجمعات وتكتلات الألتراس بكافة انتماءاته . يأتى ذلك فى الوقت الذى حذرت فيه مجالس ادارة الاندية من التعرض للإفلاس لعدة اسباب منها ان عدم عودة الجماهير للمدرجات يؤدى الى تحقيقها خسائر فادحة من ايرادات المباريات، فضلاعن هروب الشركات الراعية من مسئوليتها تجاه الاندية والالتزام بسداد المستحقات، وهو ما يجعل الاندية تعجز عن سداد مستحقات اللاعبين وقيمة عقودهم .
