مثلما تأسفنا جميعاً وحزنا كثيراً، على ما جرى في الحرم المكي الشريف، وسقوط إحدى الرافعات التي أودت بحياة وإصابة 300 شخص، كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتفقده لموقع الحادث، وتقديمه واجب العزاء في الضحايا وكذلك قراراته أيده الله الحكيمة والقوية وأيضاً تعاطفه الكبير ورعايته الإنسانية، بلسماً شافياً يجدد استمرار قيادة هذا الوطن على ذات النهج الذي بناه الأب المؤسس، طيب الله ثراه، وهو التلاحم التام عند الملمات، مثلما الانصهار الكامل عند المسرّات. وقوف القائد شخصياً وانتقاله الفوري إلى موقع الحادث المؤسف، وتفاعل كل الدولة السعودية مع المأساة، ربما كان أبلغ رد على حملات التشكيك والافتراء التي قام بها مغرضون من كل الاتجاه، في محاولة يائسة لاستثمار الحادث للإساءة لمنجزات الدولة السعودية، وخاصة في أشد بقاع المسلمين قداسة، في الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي. كما أن تواجد خادم الحرمين الشريفين في ذات المكان، رسالة طمأنة للعالم، فإنه أيضاً تعبير عن مدى المسؤولية الكبيرة التي هي على حجم التشريف الإلهي المقدس لهذه الأرض، ولهذه البقاع، وهي المسؤولية التي لا تتخلى عن واجبها أبداً تحت أي ظرف مهما كان، وهو ما عبر عنه المليك صراحة بقوله إن زيارته "لتفقد ما حدث وكيف نعيد التأهيل مرة أخرى"، الأمر الذي يعني أن الحادث لن يؤثر على ما تبذله المملكة من جهود الإعمار والتوسعة، للتيسير على ضيوف الرحمن من حجّاج ومعتمرين، انطلاقاً من ذات التكليف الذي هو على قدر الإنجاز، كما أن وعده يحفظه الله بالتحقيق في الأسباب ومن ثم إعلان النتائج للمواطنين فقد تحقق ذلك بالفعل حيث كانت تلك القرارات الحكيمة والصائبة كل من تسبب في الحادث، وهي إشارة أكثر أهمية وصرامة بأن الدولة لن تتساهل أو تجامل أو تخفي شيئاً على مواطنيها أولاً قبل الآخرين.. من منطلق الشفافية والحرص على المكاشفة والمصارحة التي يقودها باقتدار رمز هذا الوطن سلمان بن عبدالعزيز. وهنا، أعتقد أن على كل المغرضين والمتشككين، أن يخرسوا تماماً، ويتوقفوا عن تخرصاتهم ومزاعمهم الواهية، ويدركوا أننا أمام دولة لا تتخلى عن مسؤولياتها التاريخية والأبدية، وأننا أمام قائد يحرص على الوقوف المباشر على كل الأسباب، ولا يتورع عن ذكر الحقائق واستجلائها بوضوح مهما كان الثمن. الرحمة لشهداء الحادث.. والعزُّ لوطن عامر بأبنائه، والفخر بقيادة كتب عليها الله أن تكون على قدر التحدي والمسؤولية. ■■ تذكر تذكر يا سيدي أن قرارات رمز هذا الوطن الحكيمة كانت عنواناً لقوة الرؤية السعودية في كل المجالات. كما أن ذلك الملمح الإنساني الذي عالج به نفوس المصابين وأهل الضحايا هو الآخر عنوان محبة لكل مسلم. نقلا عن صحيفة "الرياض" السعودية