استقبل أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي فرناندو كاسيني، والوفد المرافق له، ليوم الثلاثاء، في إطار دعم علاقات التعاون بين الأزهر وإيطاليا. ورحب الإمام الأكبر برئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي في رحاب الأزهر، معربًا عن تقديره لحكومة وشعب إيطاليا لوقوفها بجانب الشعوب في محاربتها للإرهاب العالمي بكافة صوره وأشكاله، وأدائها مسئوليتها التاريخية نحو مد جذور التعاون بين الشمال والجنوب، ووعيها بأن الجنوب إذا أُهمل فسوف تتداعى العديد من المشاكل على الشمال. وأوضح أن الإسلام دين سلام وتعاون ورحمة، وشرع الحرب لردِّ العدوان وليس للاعتداء على الآخرين، كما أنه دين يؤمن بتعدد الفكر وحرية الاعتقاد والرأي. وأضاف أن الإسلام يعترف بحقوق الإنسان، وينص على أن العلاقة بين الناس تقوم على التعارف والتآلف، لافتًا إلى أن العالم الغربي يجب عليه أن يتعامل بجدية أكثر ومواجهة مع الإرهاب العالمي الذي لا دين له والذي بات خطرا يهدد العالم بأسره، كما يجب أن يكون هناك رأي عام دولي لردع هذا الإرهاب العالمي. وأكد أن إستراتيجية الأزهر في مواجهة التطرف وإرساء قيم السلام تعتمد على الحفاظ على النسيج المجتمعي من خلال إنشاء بيت العائلة المصرية الذي ظهرت نتائجه الطيبة في وأد الفتن بين أبناء الوطن الواحد، وإطلاق حملات توعية عبر قوافله الدعوية التي تتواصل مع الشباب في كافة ربوع مصر. وأشار إلى أن هذه الجهود تخطت مصر لتصل إلى مختلف أنحاء العالم، وأرسل الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قوافل السلام إلى العديد من دول العالم، بالإضافة إلى افتتاح مرصد الأزهر باللغات الأجنبية لرصد ما يبثه تنظيم "داعش" من أفكار تهدف إلى تضليل الشباب وتشويه المفاهيم الإسلامية، والرد عليها بمختلف اللغات. وأكد "كاسيني" أن بلاده لديها اهتمام كبير بالقضايا الدينية التي تتداخل مع الأحداث والمشاكل السياسة، مؤكدًا أن هناك الكثير من المشتركات بين الشرق والغرب التي يمكن البناء عليها، من أجل مستقبل أفضل لكافة شعوب العالم. وأضاف أن الأزهر له مكانة ودور كبير في إرساء دعائم السلم والأمن العالميين ومواجهة التطرف، مبديًا رغبة بلاده في التعاون مع الأزهر في مجال إعداد الأئمة والدعاة الذين يتبنون منهج الأزهر المعتدل في مواجهة تشدد التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم"داعش" الإرهابي. وفي نهاية الزيارة تفقد الوفد الإيطالي مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم بالفكرة التي يقوم عليها المرصد وبآلية العمل التي تستخدم تقنيات حديثة ومتطورة لمواجهة الفكر الداعشي المتطرف.
