قال مصدر عسكرى: إن المناورات البحرية، التى تجريها مصر وروسيا فى البحر الأبيض المتوسط لأول مرة فى تاريخ العلاقات بين البلدين وأطلق عليها "جسر الصداقة – 2015"، والتى بدأت اليوم وتستمر حتى 14 يونيو الجارى، تحمل رسالة ردع من الجيش المصرى لأى قوة تفكر فى تهديد المنطقة. ورفض المصدر أن تكون المناورات، رداً على المناورات العسكرية للناتو فى أوروبا الشرقية بالنسبة لمصر على الأقل وفقا لتعبيره، و ربط المصدر اختيار توقيت المناورة بقرب افتتاح قناة السويس الجديدة وتأمين الاحتفالات الأسطورية بحضور قادة ورؤساء دول العالم، إضافة إلى تأمين أعالى البحار والممرات الملاحية الدولية. وعقد قادة التشكيلات المنفذة للتدريب من الجانبين المصري والروسي مؤتمرا صحفيا للإعلان عن فعاليات "جسر الصداقة"، الذي يشمل تخطيط وإدارة أعمال قتال بحري هجومية ودفاعية مشتركة بالتنسيق بين الجانبين، بهدف توحيد المفاهيم القتالية ونقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المشاركة باستخدام أحدث التكتيكات البحرية وأساليب القتال الحديثة، وذلك بمشاركة عدد من المدمرات ولنشات الصواريخ وعناصر من القوات الخاصة البحرية. ومن أهم القطع البحرية المشتركة فى المناورة، الطراد الروسي "موسكفا"، والطراد الصاروخى "موسكفا" مع المروحية "كا-27" وسفينة الإنزال الصاروخية "ساموم" ذات الوسادة الهوائية، والناقلة البحرية "إيفان بوبنوف"، والقاطرة "إم بى — 31"، وسفينة الإنزال الكبيرة "ألكسندر شابالين". كما يشارك من الجانب المصرى فرقاطات البحرية المصرية "طابا" و"دمياط" وسفينة الدعم "شلاتين" وقارب الصواريخ "25 إبريل" و"18 يونيو"، وطائرات من طراز F-16. تفاصيل المناورة وأوضحت القوات المسلحة، أن التدريب يتضمن خطة عمل للسفن المصرية والروسية تعتمد على مهمة الدعم الجوى لحماية الممرات الملاحية من التهديدات المختلفة، وضبط عمليات التفتيش للسفن المشتبه بها. بالإضافة إلى ذلك ستعمل السفن الحربية الروسية والمصرية على كافة أنواع الحماية والدفاع على سطح البحر وتدريبات إطلاق النار. من جهته قال اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا: إن مصر بعد 3 يوليو تعمل على تنويع مصادر التسليح بصورة كبيرة تجعل من الجيش" هيئة أمم " فى إشارة إلى صفقات الأسلحة التى تم الإعلان عن عقدها خلال العام الماضى مع كل من فرنساوروسيا والصين. وأضاف أن مصر تريد أن تعلن للعالم استقلال إرادتها السياسية عبر تنويع مصادر السلاح والتعاون العسكرى، وإلغاء الانحياز القديم للسلاح الأمريكى، الآن نقول: إن مصر دولة إقليمية كبرى ليس لها قمة مدببة لكنها منفتحة على كافة القوى، لم تعد هناك تبعية لأحد، فليس خافيا على أحد أن مبارك بدأ التبعية للولايات المتحدة، وأن الرئيس الأسبق مرسي عمق ذلك. وأشار خلف، إلى أن المناورات البحرية مع روسيا تحمل عدة إشارات مهمة، أولها أننا انتصرنا فى حرب أكتوبر بسلاح روسى، مشيرًا إلى أن التعاون العسكرى والاستراتيجى مع أكبر قوى عسكرية فى العالم يضمن استمرار التفوق العسكرى لمصر والتى تعد منطقة" فصل نزاع" فى الإقليم. ولفت خلف، إلى أن اختيار البحر الأبيض محلا للتدريب يعود إلى ما تشهده المنطقة من صراعات مسلحة بخاصة فى ليبيا التى أصبحت تمثل رعبا لأوروبا، وقال: جيش مصر أصبح هو الضامن لأمان الشرق الأوسط وأوروبا، والبحر المتوسط فى قلب بؤرة الصراع. وأشار إلى إلى أن نجاح مصر سياسيا وعسكريا فى حصر الصراع اللليبى داخل أراضيه وعدم امتداده شرقا، وقال: إن الوضع مختلف فى الغرب حيث امتد الصراع لدولة مالى، بينما استطاعت مصر أن تمثل "قاعدة وطيدة" للحرب على الإرهاب فتحولت لجزيرة متماسكة فى بحر يموج بالصراعات، مما دفع مختلف الدول على التعاون العسكرى معها فى إشارة إلى المناورة المصرية الروسية وقبلها المناورات مع الدول المشاطئة لمصر فى المتوسط مثل إيطاليا واليونان. وأكد خلف، أن المقاتل المصرى قادر على استيعاب المدارس العسكرية المختلفة والاستفادة من قدراتها المختلفة والتدريب المشترك يثقل تلك المهارات، أما اختيار القطع العسكرية الجديدة يحددها الاحتياج والهدف وفقا لمسرح العمليات المنتظر، فمثلا عندما تشترى مصر الرافال التى يصل مداها إلى 3 آلاف كيلومتر معناها أننا نصل إلى خط الاستواء ونؤمن منابع النيل وأكون إنذارا مبكرا، اشترى كل سلاح وفقا للمهام المنوط بها تأمينه. وأوضح الخبير العسكرى، أن مصر دولة سلام، لا تعتدى لكن السلام يحتاج إلى "قوة تحميه" حتى لا يطمع فى أحد، وتسعى إلى تطبيق الشعار الذى رفعه ناصر عند إعلان الجمهورية عام 52، مصر تصون ولا تبدد، تحمى ولاتهدد، تشد أزر الصديق وترد كيد العدو.