أخبار مصر /واصلت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة االمستشار هشام بدوي الأربعاء تحقيقاتها الموسعة مع الجاسوس الاسرائيلي ايلان تشايم جرابيل ضابط الموساد في حضور محامي منتدب من نقابة المحامين ومندوب من السفارة الامريكية وملحق دبلوماسي بالسفارة الإسرائيلية.وأفادت تقارير صحفية الخميس بأن العشرات من شباب التحرير توجهوا إلى مكتب النائب العام بدار القضاء العالى، ونيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس، وطلبوا الإدلاء بمعلومات عن الضابط الإسرائيلى المقبوض عليه بتهمة التجسس لصالح الموساد، وقالوا إنهم بعد مشاهدتهم صورته فى الصحف اكتشفوا أنهم التقوه مرات عديدة، وإنه سألهم عن معلومات تتعلق بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة والأوضاع الاقتصادية والسياسية وجماعة الإخوان المسلمين والأقباط.وواجهت النيابة المتهم بأقوال المبلغين والشهود من الشباب الذين أكدو أن المتهم أنخرط وسطهم وتفاعل معهم بطريقة غير منطقية ، وكان يتكلم العربية بطلاقة كما يتحدث بها أهل سوريا ولبنان وليس مصر وعرفهم بنفسه على أنه صحفي ومراسل أجنبي روماني ، جاء خصيصاً لتغطية أحداث الثورة المصرية العظيمة وكيف أن المصريين تعاملوا بحكمة مع الموقف وأجبروا الرئيس محمد حسنى مبارك على التنحى.وأضاف الشهود فى أقوالهم، أن جرابيل أعرب فى البداية عن تقديره للدور البطولى للقوات المسلحة التى وقفت فى وجه الرئيس المخلوع، ورفضت إطلاق النار على المتظاهرين، كما أوضحوا أنه اعتاد المبيت معهم فى ميدان التحرير، تأييداً لمطالب الثوار التى وصفها بالشرعية من وجهة نظره.إلا أنه مع تصاعد وتيرة الأحداث بعد إصرار المتظاهرين على تنفيذ أهدافهم ، و محاولة المجلس العسكرى توجيه تحذيرات للمتواجدين فى الميدان لإخلائه طبقاً لقرار الحاكم العسكرى بحظر التجوال، أعلن تذمره وبدأ فى حشد وتأليب المواطنين على القوات المسلحة متهما إياهم بمحاولة الالتفاف على السلطة والتمسك بها، وهو ما ظهر فى إحالة عدد من المدنيين للمحاكمات العسكرية.وقدم الشهود من الشباب لأجهزة المخابرات عدداً من المنشورات والأوراق التى كان المتهم يوزعها على الشباب فى ميدان التحرير، تضمنت كلمات تحث الشباب على الاستمرار فى التظاهر وعدم الإفراط فى الثقة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأوضح أن النيابة ستستدعى عدداً آخر من الشباب الذين التقوا المتهم، لسؤالهم عن المعلومات التى أطلعوه عليها.وأوضحت التحقيقات أن تكليفات المخابرات الإسرائيلية كانت واضحة بضرورة اختراق كل التيارات والأحزاب وائتلافات الثورة، خاصة الإخوان والسلفيين، وجمع المعلومات من الرأي العام حول مستقبل مصر في حالة سيطرة الإسلاميين عليها، ومدي تأثير ذلك علي العلاقات مع إسرائيل، وتحديد قبول المصريين أو رفضهم لاتجاه الدولة في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران.واعترف ضابط الموساد بأنه كان يحصل علي المعلومات يوميا من خلال وجوده وسط الناس، والتنقل والمشاركة في الأحداث التي أعقبت الثورة.وكشفت التحقيقات أيضا عن محاولته السفر إلي أبوقرقاص لمتابعة الأحداث التي شهدتها المدينة بين مسلمين ومسيحيين في إبريل الماضي، لكنه لم يتمكن من ذلك.ونسبت النيابة للمتهم قيامه بإحداث وقيعة بين فئات المجتمع المصرى (الأقباط والمسلمين)، وأنه استغل حالة الانفلات الأمنى التى أعقبته الثورة، وساهم فى تأجيج الفتنة الطائفية، كما حدث فى قرية صول بحلوان، واشتباكات إمبابة، بل وانتقل إلى منطقة ماسبيرو وشهد اعتصام الأقباط المحتجين على الأوضاع هناك، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على الخروج على أحكام الشريعة القانونية والتصعيد ضد القوات المسلحة.من جهة أخرى ستبدأ النيابة فى استجواب متورطين جدد فى القضية خلال أيام، بعد أن كشفت تحقيقاتها وجود صلة بين المتهم وبين تلك الشخصيات، حيث ألقى جهاز الأمن القومى القبض على ستة منهم، وجارى استجوابهم فى هذا الشأن.