أعلن تنظيم " داعش " الإرهابي، مساء أمس الأول، مقتل السعودي أنس النشوان المعروف لدى التنظيم باسم "أبو مالك التميمي"، أحد أبرز قادته الشرعيين، والذباح المشهور في مقتل الأقباط الإثيوبيين، خلال المعارك مع قوات النظام السوري في منطقة "السخنة" التابعة لمحافظة حمص. ويعد النشوان من قيادات الصف الأول في الميدان الشرعي في تنظيم الدولة، رغم الفترة القصيرة التي أمضاها معهم، حيث جاء إلى سوريا منتصف العام الماضي قادما من أفغانستان التي قضى فيها ثلاثة سنوات ونصف أمضاها في صفوف تنظيم القاعدة. النشوان الذي درس الشريعة الإسلامية في جامعة الإمام محمد بن سعود بتقدير امتياز، وحمل شهادة الماجستير في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء في الرياض، رفض العمل قاضيا في وزارة العدل السعودية ليكون إرهابيا في صفوف القاعدة ثم داعش. إذ عرف عنه النشاط الحركي في أوساط الشباب السعودي، وحضر دائما في الفعاليات التي تنظمها الجهات الدعوية ويلقي الكثير من القصص حول الشباب الذي يراهم بأنهم تائهون ومساكين، فيما يغدق المديح على من أسماهم "الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر". وكان أحد أشهر الناشطين في مجال "دعوة" الشباب، وهرب إلى خرسان في عام 2010 حين علم بافتضاح أمره لدى الجهات الأمنية في المملكة، ومن أفغانستان بدأت رحلة جديدة من القتال ضد القوات الأميركية والحكومية الباكستانية في مدينة كنر ونورستان، ونجا من القتل مرات عدة. وبعد هروبه بأشهر قليلة أصدرت الحكومة السعودية قائمة ال 47 لأخطر المطلوبين أمنيًا لدى وزارة الداخلية، وجاء القيادي على رأسها في المرتبة الثالثة. وجه النشوان، ضربة معنوية قاسية للقاعدة وممثلها على أرض سوريا جبهة النصرة، حينما انضم ل"داعش"، وأصبح خصمًا لهم بالوقوف مع التنظيم، وظهر في شريط فيديو بثه أنصار التنظيم يُشيد بما سماه إنجازات المجاهدين وحث على رص الصفوف ووحدة الكلمة على كلمة التوحيد. كان آخر ظهور له بعد سفره إلى سوريا، وانضمامه لتنظيم "داعش" الإرهابي، ليصبح منظره الشرعي منذ يونيو 2014، في إصدار "حتى تأتيهم البينة"، الذي حوى مشاهد ذبح 30 إثيوبيًا في ليبيا منذ عدة أسابيع، يبرر قتل المسيحيين، ما أثار تكهنات حول منصبه في التنظيم. وانتهى الفيديو الذي زادت مدته على 30 دقيقة بكلمة النشوان، قائلًا: "نقول للنصارى في كل مكان، إن الدولة الإسلامية ستمتد بإذن الله وستصل إليكم وإن كنتم في حصون مشيّدة". وفور انضمامه لداعش، نشر النشوان كتابًا إلكترونيا بعنوان "دليل المجاهدين إلى أهم أحكام المرتد عن الدين"، وهو كتاب يتناول كل ما يخص "المرتدين" بعد أن عرفهم وفق وصفه، وناقش أحوالهم وأبناءهم وزوجاتهم وأموالهم وكل ما يخصهم وتسلسل الحكم عليهم من الهزل إلى قطع الرأس مرورًا بالاستتابة، كما شرح لأعضاء التنظيم عملية قتل أسراهم، ليكون منظرهم الشرعي في هذه المسألة. نعى أعضاء وأنصار التنظيم، عبر حسابتهم الرسمية والمنتديات التابعة لهم، النشوان، قائلين: لدينا ألف أنس، ومعركتنا في دابق في جنة الخلد، لكن خبر استشهاده أفسد فرحتنا بفتح السخنة".