قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن الفوضى في الشرق الأوسط قد اختبرت العديد من العلاقات، ومن بينها العلاقات بين مصر وتركيا، مشيرة إلى أن تركيا أيدت حكومة الرئيس السابق محمد مرسي، وبعد إقصاء الإخوان أصبحت أحد الخصوم الرئيسيين لمصر. ودللت المجلة على ذلك بأنه في أغسطس 2013، طلبت تركيا من مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على مصر، وفي العام التالي، ضغطت وعارضت مصر ترشيح تركيا للحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي، كما تدهورت الأمور بين مصر وتركيا في أعقاب الضربات الجوية المصرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، ورفضت أنقرة الاعتراف بالحكومة الليبية الرسمية، كما أدانت الضربات الجوية، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تعمق المشاكل القائمة في ليبيا وتزيد من أجواء الصراع وعرقلة الجهود الرامية إلى حل للأزمة. وتابعت المجلة أنه رغم أن أردوغان هو الزعيم الأقوى في تركيا منذ الخمسينات من القرن الماضي، يبدو أنه يخشى أن يحدث له ما حدث ل"مرسي"، منوهة بأنه لا يزال غير قادر على التأقلم مع الواقع الجديد في السياسة المصرية، قائلة: "ربما لن يحدث أي تطبيع قريب للعلاقات بين البلدين، ومن غير المرجح ألا تتعافى العلاقات التركية المصرية في المستقبل القريب". وأشارت المجلة إلى أن "مصر وتركيا يعتبرون أنفسهم القوى الإقليمية، وقادة الإسلام السني، وتعود التوترات بينهما إلى أيام الإمبراطورية العثمانية، التي كانت تحكم مصر حتى عام 1867، لكن مصر دائمًا كانت شبه مستقلة، وخلال عهد محمد علي، احتل الجيش المصري فلسطين وسوريا وهدد بإسقاط السلطان العثماني، ووصل إلى مدينة كوتاهية على بعد 320 كيلومترًا من إسطنبول، وتدخلت بريطانيا وفرنسا لإنقاذ السلطان العثماني واحتواء التهديد المصري".