عاود تنظيم "داعش" الإرهابي، فتح المدارس في مدينة الرقّة وريفها، وبعد حذف لمعظم المواد التدريسيّة كالكيمياء والفيزياء والفلسفة، وذلك بعد فترة كبيرة من إغلاقها. وقام التنظيم بتغيير أسماء المدارس والاقتصار على تدريس المناهج الجهاديّة التي تتوافق بطبيعتها مع متطلّبات وعقيدة التنظيم، وهذا هو الأبرز الذي لحق بالمدارس في الرقّة. تغيير أسماء أعلن ديوان التعليم التابع للتنظيم بالرقة عن إعادة فتح المدارس معتبراً أنّ بداية العام الدراسي الجديد سيبدأ من اليوم السبت بعد إغلاقها لأكثر من شهر. وحملت المدارس أسماءً متنوّعة تعلّقت معظمها برموز جهاديّة يعتبرها التنظيم تاريخاً له، حيث جرى غيّر اسم مدرسة الكاظم إلى أبو مصعب الزرقاوي ومدرسة الفارابي إلى هند بنت عائشة والرازي إلى أبو بكر الصديق ومدرسة رابعة العدوية إلى ذات النطاقين. وقسّم ديوان التعليم المدارس إلى قسمين اثنا عشر مدرسة للذكور واثنا عشر مدرسة أخرى للإناث، وظهرت لافتات في الشوارع كُتب فيها عن بدء ديوان التعليم باستقبال أبناء المسلمين ضمن النشاط المدرسي بالولاية. واعتبر ناشط صحفي من مدينة الرقّة أنّ هذا القرار لا زال مسودّة لم يتمّ إصدارها بشكل رسمي حيث يحتاج القرار إلى المصادقة عليه لاسيما أنّه لا يحمل ختماً رسميّاً. وأضاف "هنالك منابر إعلاميّة جهاديّة خاصة بهم وأنا أتابعهم، إلى الآن لم يعلنوا عن القرار بشكل رسمي، والمعلّمون لا زالوا يخضعون للدورات الشرعيّة حيث أنّهم لم ينتهوا منها حتّى الآن". منع سفر في الثالث من الشهر الحالي منع تنظيم داعش الطلبة المسافرين من العبور نحو دير الزور والمحافظات الأخرى عبر الرقّة بالتزامن مع بدء امتحانات الفصل الأوّل معتبراً أنّ "من يذهب إلى هناك موالٍ للكفرة ويتعلّم مناهج ضالة ويتواصل مع مجتمع فاسق". وما سبق جعل التنظيم يعمّم أوامره على الحواجز الموجودة عند أطراف المدينة من أجل التدقيق على البطاقات الشخصيّة للمسافرين. يقول الشاب (محمد، أ)، الطالب في جامعة الفرات فرع الحسكة: "لاحظت في هذا الفصل الدراسي عدم حضور معظم أصدقائي من حلب وريفها نحو الحسكة والسبب هو منع التنظيم مرور الطلبة عبر حواجزه نحو مناطق النظام". وأضاف: "خرجتُ مع سيّارة أحد تجّار النفط حتّى استطعتُ أن أعبر حواجز التنظيم، لكنني قلقٌ الآن من طريق العودة ففي الفصل الثاني من السنة الماضية اعتقل أكثر من صديقٍ لي والتهمة أنّه طالب جامعي". هجرة مسبقة خرجت عائلات كثيرة من مدينة الرقّة نحو مدن تركيّا بهدف ضمان مستقبل أولادها بعد إغلاق المدارس الخاصّة ومنع إقامة الدورات التعليميّة في الرقّة. ونجت هذه العائلات من قرار منع العبور نحو مناطق النظام من أجل تقديم الطلبة لامتحاناتهم الفصلية التي بدأت في معظم الجامعات السوريّة.