في الوقت الذي تندد فيه قوى المعارضة التركية بإجراءات الحكومة التعسفية تجاه وسائل الإعلام بشكل عام وتجاه الصحافة خاصة، فاجأنا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحاته المشيدة بحرية الصحافة في تركيا والتي وصفها بأنها الأكثر حرية في العالم. حرية الصحافة وقال أردوغان في كلمة ألقاها، أمس، في أنقرة: "لا يوجد في أي مكان في العالم حرية صحافة أكبر منها في تركيا، وأنا على ثقة مطلقة فيما أقوله". وأضاف أن "الصحافة حرة في تركيا إلى حد أن أي شخص يستطيع أن يوجه شتائم ويتحدث بالشر عن آخرين، وأن يتفوه بافتراءات وتصريحات عنصرية وحاقدة لا يمكن السماح بها في دول ديمقراطية"، وقال: "أنا نفسي تعرضت لهذه التجربة وكذلك أسرتي". وبدأ النظام التركي بمساعدة حزب العدالة والتنمية الحاكم في إحكام قبضته على أجهزة الدولة وخاصة الإعلام، ومنع أردوغان مندوبي الصحف المعارضة من حضور المؤتمرات التي كان يعقدها قبيل توليه منصب الرئيس. وتوالت انتهاكات الحكومة التركية في حق الصحفيين وألقت السلطات القبض على الصحفي أوندر آيتاج وحكمت عليه بالسجن لمدة 10 أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة إهانة أردوغان - وقتما كان رئيسًا للوزراء - على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، على أن تنفذ العقوبة بحقه إذا كرر فعلته مرة أخرى. قضايا الفساد وأصدرت محكمة تركية حكما يجبر وسائل الإعلام على التوقف عن تناول ما يخص قضايا الفساد والرشوة المزعومة بحق وزراء حكومة أردوغان السابقة وأبنائهم وكبار رجال الأعمال بعد أن كانت النيابة العامة أفرجت عنهم بعد تولي أردوغان الرئاسة بحجة أنه لا توجد أدلة تجزم بتورطهم بالقضية. وكانت محكمة الجنايات التركية الثانية أصدرت حكما بالسجن خمسة أشهر على الصحفي أولوزال كانال، بتهمة الإساءة للمتهمين في قضايا الرشاوى والفساد بالحكومة التركية. وقالت صحيفة "أدينلك ديلي" التركية إن الرجل هو صاحب الفضل الأول في كشف قضايا الفساد الأخيرة بحق عدد من المسئولين الحكوميين المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان. ونشر "كانال" موضوعات تكشف عمليات رشاوى موثقة بالصور في يناير من العام الجاري، منها عمليات تم فيها تسليم الأموال عبر كيس من الورق وسلة زهور وهو ما فتح الباب بعد ذلك لكشف سلسلة من الرشاوى تمت بين عدد كبير من كبار مسئولي حكومة أردوغان السابقة. غلق القنوات وفي السياق ذاته، قبل أسابيع، شنت قوات الشرطة التركية هجوما مفاجئا على وسائل إعلام تركية قيل إنها موالية لرجل الدين المنافس لأردوغان، فتح الله جولن، بحجة أنها تخطط للتآمر على النظام التركي، وألقت الشرطة القبض على ما يقرب من 23 إعلاميًا من صحيفة "توداي زمان" وقناة "سمانيولو" التليفزيونية.