كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية عن اتفاق زعماء من تنظيم "داعش" الإرهابي وتنظيم "القاعدة" ينص على وقف القتال بينهما من أجل التحالف ضد خصومهم. وأوضحت الصحيفة البريطانية -في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية اليوم الجمعة- أن تنظيم "داعش" وتنظيم "جبهة النصرة" السوري التابع لل"القاعدة"، انخرطا في قتال مرير لأكثر من عام في محاولة للسيطرة على "التمرد الدموي ضد الرئيس السوري بشار الأسد". ونوهت إلى أن الاتفاق بين مجموعة من التنظيمات المتطرفة في شمال سوريا قد يسبب المتاعب للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في حربها ضد "داعش"، لأن استكمال خطة ضرباته الجوية ضد هذه الفصائل يعتمد على تسليح الفصائل المتمردة "المعتدلة" للقتال على الأرض، وأن وفاء التنظيمين الإرهابيين باتفاقهما واتحادهما كقوة واحدة الآن، سيزيد من إضعاف المتمردين المدعومين من قبل الولاياتالمتحدة – والذين ينظر إليهم على أنهم غير منظمين نسبيا. وأشارت "ذي إندبندنت" إلى أن ذلك الاتفاق يتماشى مع التقارير التي تشير إلى أن التنظيمين قد أوقفا نزاعهما مع هدنة غير رسمية، ومنذ ذلك الحين صرح مسؤول في المعارضة السورية رفيع المستوى وقائد للمتمردين بأن الاتفاق من شأنه وقف القتال وفتح جبهة ضد المقاتلين الأكراد في بضع مناطق جديدة في شمال سوريا. ونوهت إلى أن الاجتماع عقد بين سبعة من كبار قادة المسلحين في الثاني من الشهر الجاري في بلدة الأتارب غربي حلب، وفقا لمسؤول في المعارضة السورية المتمركزة في تركيا، وأن الاجتماع حضره بعض من أعضاء حركته، وانه متيقن من وصول "داعش" و"القاعدة" إلى اتفاق. ونقلت الصحيفة عن المتمرد السوري أن من بين المشاركين في اجتماع "داعش" و"القاعدة"، تنظيم "خراسان" الصغير المتشكل من قدامى المحاربين في تنظيم القاعدة من أفغانستان وباكستان، ومقاتلين من تنظيم "جند الأقصى" الفصيل المتشدد الذي أعلن الولاء ل"داعش"، وأحرار الشام، وهي جماعة متمردة إسلامية محافظة. ونوهت الصحيفة بأن الخبراء يعتقدون أنه يمكن بسهولة خرق أي اتفاق، وقال مسؤولون في المخابرات الامريكية يراقبون المنظمات الإرهابية أنهم لا يتوقعون أن يحدث اندماج قريبا، إذا كان سيحدث بالفعل. وقال مسؤول أمريكي مطلع على معلومات استخباراتية حول سوريا للصحيفة البريطانية مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الاستخبارات الأمريكية لم تلحظ أي مؤشرات على تحول في استراتيجية التنظيمين، لكن لا يمكن استبعاد الصفقات التكتيكية على الأرض.