وصف الكاتب الصحفي الأمريكي يوجين روبنسون،الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سورياوالعراق ب"الفاشلة". وقال روبنسون -في مقال له نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الثلاثاء-"إن تدخل أعتى قوة عسكرية في العالم، لم يتمخض عنه أي مفاجأة أو رعب، ولكي نكون على ثقة، فإن ضربات الولاياتالمتحدة وقوات التحالف الدولي ألحقت بالفعل بعض الخسائر في صفوف وعتاد داعش، لكها لم تغير شيئًا في التوازن الاستراتيجي للتنظيم، ولم تعزز حظوظ حلفائنا على الأرض،وهم صفوف المعارضة السورية المعتدلة والجيش العراقي الهزيل". وتساءل روبنسون عن سبب دخول الولاياتالمتحدة هذه الحرب ، وقال:" إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان مترددًا -لأسباب وجيهة- في إقحام قواته في الحرب الأهلية الدائرة بسوريا أو إعادة تجديد التدخل العسكري الأمريكي في العراق، لذلك بدت استراتيجيته التي تعتمد فقط على الضربات الجوية تعكس هذا الحذر، لكن النتائج أظهرت حتى الآن أن الرئيس ربما رغب في اتباع ميوله الأصلية في أن يبقى بعيدًا عن ساحات الصراع". وأشار إلى تعليق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الوضع "البائس" في مدينة "كوباني" السورية بأن تركيز جهود التحالف الدولي تنصب حاليًا على العراق...وقال:" إنه العراق الذي نجح فيه مقاتلو داعش في الاستيلاء على أراضٍ جديدة وتعزيز مكاسبهم السابقة". وأضاف:" أن مسلحي داعش يقاتلون حاليًّا للسيطرة على مدن حيوية في محافظة الأنبار، مثل الفلوجة والرمادي، حتى أنهم شنوا هجمات ضد حي أبوغريد بضواحي بغداد، فيما نفذت القوات الأمريكية مهام بمروحيات هليكوبتر لتخفيف خطر إمكانية استيلاء داعش على مناطق بالقرب من المطار الدولي للعاصمة". وأردف روبنسون يقول:" إن ما من أحد يعتقد أن داعش لديها الوسائل اللازمة للسيطرة على بغداد، التي سوف يتم الدفاع عنها بشراسة من قبل الميليشيات الشيعية وما تبقي من صفوف الجيش العراقي، ولكن الجميع يعتقد أن الضربات الجوية لن تكفي وحدها لطرد مقاتلي داعش من الأراضي العراقية التي سيطروا عليها"، واستشهد بقول السيناتور الجمهوري جون ماكين:" إن داعش تفوز ونحن لا". وردًا على تصريح إدارة أوباما بأن استراتيجية القضاء على داعش ستأخذ وقتًا طويلا لإنجاحها، قال روبنسون:" إن الصبر حيال ذلك ربما يكون مُبررا في حال توفرت توقعات معقولة بأن العقبات السياسية التي لا تعد ولا تحصى وتقف أمام طريق النجاح سيكون بالامكان تذليلها، وأنا لست متأكدًا من أن الرئيس أو مساعديه مذنبون بالتفاؤل أو خداع الذات". واعتبر الكاتب الأمريكي أن الوضع في مدينة كوباني الحدودية يكشف عن نفسه; حيث قال:"إن هذه المدينة الحدودية تقع في مرمى نيران المدفعية التركية، والتي يمكن أن تدمر بسهولة تشكيلات داعش في المعركة، لكن الأتراك أبوا أن يطلقوا نيرانهم، بل ورفضوا السماح للأكراد الأتراك أن يعبروا الحدود لمساعدة اخوانهم السوريين، وسمحوا، مع ذلك، للألاف من المقاتلين الإسلاميين أن يعبروا أراضيهم في طريقهم للإنضمام إلى القتال الدائر ضد الرئيس السوري بشار الأسد".