هتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم بعرض مواصفات وفوائد مشروع قناة السويس الجديدة الذي دشنه الرئيس السيسي أمس الثلاثاء كما اهتمت بعائداته المتوقعة على الشعب المصري، لافتة إلى أنه سيتم تمويله ذاتيا من الأموال المصرية حفاظا على أمن البلاد القومي. كما اهتمت الصحف بدور مصر في استضافة عملية التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مؤكدة أنه ستظل تدعم القضية الفلسطينية للأبد. وقالت صحيفة "الرياض" السعودية إن الأسهم المصرية ارتفعت بشكل لم يحدث منذ ست سنوات في تعاملات كثيفة يوم الثلاثاء مدعومة بأنباء عن خطة قيمتها أربعة مليارات دولار لشق قناة سويس جديدة بجوار الممر المائي الحالي. وقال رئيس هيئة قناة السويس المصرية إن مشروع التوسعة الذي يأتي في إطار خطة أوسع لتطوير المنطقة سيتم استكماله خلال خمس سنوات رغم أن مصر ستحاول إنجازه في ثلاث سنوات. ولم يتضح بعد كيف سيتم تمويل المشروع أو أسماء الشركات المستفيدة. لكن استعداد الحكومة للمضي قدما في المشروع يرسل إشارة إيجابية عن أنها تنوي الاستثمار في التنمية الاقتصادية خلال السنوات القليلة القادمة وبدء تقليص النقص الهائل في البنية التحتية في البلاد. واتخذت البورصة المصرية بالفعل اتجاها صعوديا منذ الشهر الماضي مع صعود أسهم القطاع المالي بفعل نتائج أعمال قوية للربع الثاني من العام للبنك التجاري الدولي أكبر بنك مدرج في مصر. فيما أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ترحيب مسؤولين سابقين وخبراء اقتصاد وسياسيين بإطلاق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخطوة الأولى في مشروع تنمية إقليم قناة السويس، وذلك بكلفة أربعة مليارات دولار، ويجري الانتهاء منه في خلال عام واحد. وقالت: "أعلن السيسي أمس في موقع إطلاق حفر القناة الجديدة في مدينة الإسماعيلية، شرق العاصمة، بحضور مسؤولين حكوميين وقادة عسكريين «بدء حفر قناة السويس الجديدة لتكون شريانا لخير مصر ولشعبنا العظيم وللعالم أجمع»، موضحا أن «الشركات الوطنية المصرية المختصة بهذا المشروع ستعمل تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة». ووسط توقعات بتحقيق «قفزة اقتصادية كبرى، وانعكاس ذلك على كل مناحي الدولة المصرية»، قال رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور علي لطفي إن بلاده «ستتمكن للمرة الأولى منذ قرن ونصف القرن من الاستفادة بالموقع العبقري للقناة التي تعد أهم مجرى ملاحي عالمي»، متوقعا أن تتضاعف عائدات القناة مع انتهاء مشروع حفر تفريعة جديدة للقناة بطول 72 كيلومترا. فيما أشار نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور علي السلمي إلى أن القاهرة لن تجد صعوبة في تمويل المشروع الذي يسهم، في تقديره، في تحسين القدرة التنافسية للقناة. كما اهتمت الصحف بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والعربي والإقليمي والدولي. وتحت عنوان (خريطة طريق لمحاصرة الإرهاب)، أشارت صحيفة "اليوم" الى الكلمة الضافية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «يحفظه الله» قبل أيام للأمتين العريية والاسلامية ترسم بوضوح وجلاء خريطة طريق لا تخطئ العيون المجردة رؤية معالمها لمحاصرة الارهاب وتقليم أظافر الارهابيين في كل أجزاء المعمورة دون استثناء. ولفتت: ولعل من الملاحظ أن تلك الكلمة الضافية جاءت في توقيتها الصحيح فقد تصاعدت الأعمال الارهابية في كثير من الأمصار والأقطار بما فيها ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل في غزة بشكل لا بد أن يدفع المجتمع الدولي كله للتحرك السريع والفاعل في سبيل وضع نهايات قاطعة لتلك الأعمال الاجرامية التي بدأت تتحول الى ظاهرة خطيرة ليس من السهل التكهن بما سوف تفضي اليه من نتائج وخيمة على حرية الشعوب وكرامتها واستقلالها، وللأسف الشديد أن تلك الحركات الارهابية تحاول تمرير أفاعيلها الشريرة باسم الشريعة الاسلامية السمحة رغم أن العلاقة مفصومة تماما بينها وبين سماحة وعدالة ووسطية الاسلام. ونوهت: ولا شك أن طرح خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» قبل عشر سنوات لفكرة محاصرة الارهاب واحتوائه عبر مشر وعات جماعية لا فردية كان صافرة انذار للعالم كله، غير أن تلك الفكرة لم تفعل بصورتها المأمولة فظهرت الرؤوس الخبيثة لظاهرة الارهاب كما هو الحال في كثير من أجزاء البسيطة لتهدد أمن الشعوب واستقرارها وحرية مواطنيها، ولا يزال الأمل معقودا لتفعيل تلك الفكرة الصائبة وتعميمها دحرا لظاهرة الارهاب واخمادا لأصواتها المرتفعة ونيرانها التي تكاد تأتي على الأخضر واليابس في العديد من الدول التواقة للحرية والكرامة والعيش الكريم، واستئصال تلك الظاهرة لا يكون الا بالعودة الى تلك الفكرة النيرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» فهي تمثل طوق نجاة لا بد من استخدامه للخروج من الأوضاع الراهنة السيئة التي تنذر بأوخم العواقب ان ظل الوضع على ما هو عليه. في شأن آخر.. طالعتنا "المدينة" تحت عنوان (الطريق نحو السلام) على موافقة إسرائيل والفصائل الفلسطينية على هدنة ال72 ساعة التي وصفتها صحيفة "هآرتس" أمس بأنها تصب في مصلحة إسرائيل وحماس في آنٍ، تُعتبر مؤشرًا واضحًا على أن طرفي النزاع أصيبا بالإنهاك بعد أربعة أسابيع من القتال المرير، والمرجح أن تنجح المساعي التي تبذلها القاهرة منذ اندلاع الأزمة، وتكللت أمس بالموافقة على تلك الهدنة في إنهاء حروب غزة التي تشنها إسرائيل بين الحين والآخر. وأبرزت: صمود أهالي غزة، ومقاومتهم الباسلة للعدوان الإسرائيلي الغاشم، وما قدموه من صبر وتضحيات وشهداء يستحق الإشادة، بما يعتبر نصرًا في حد ذاته، لاسيما بعد أن تحققت الوحدة الوطنية بين شطري الوطن المحتل شعبًا، وفصائلَ وقيادةً، وهو ما تكلل بالتوافق على الورقة الفلسطينية الموحدة، التي تنص أساسًا على انسحاب القوات الإسرائيلية، وإنهاء الحصار الظالم على القطاع. وأشادت: احتضان مصر للوفد الفلسطيني، وتفهمها للمطالب الفلسطينية، واستمرار مساعيها الحميدة لوقف نزيف الدم الفلسطيني يؤكد من جديد على الدور المصري التاريخي والمتواصل في دعم القضية الفلسطينية.