أبدى العديد من النقاد غضبهم من برامج المقالب التى ملأت القنوات الفضائية فى شهر رمضان، مؤكدين أن اعتراضهم لا ينصب على وجود هذه البرامج، فهى منتشرة فى العديد من دول العالم، لكنه يتعلق باعتماد هذه البرامج على أفكار مثيرة للاشمئزاز وتستخف بعقول المشاهدين، وأن الكثير من هذه البرامج ملفقة، ويتم الاتفاق مع الضيف أولا قبل الظهور ليبدو كل شىء طبيعيا، ومنها برنامج «رامز قرش البحر» لرامز جلال وبرنامج «فؤش فى المعسكر» لمحمد فؤاد. وصرح الناقد طارق الشناوى بأن برامج المقالب التى تعرض الآن على عدد كبير من شاشات القنوات الفضائية متفق عليها من جميع الأطراف، بدءا من النجوم ضيوف البرامج وفريق العمل حتى المتفرج أصبح شريكا معهم فى هذا الاتفاق، وذلك لأن المشاهدين متأكدون أنها مجرد عملية تمثيلية فقط، لكن من باب الفضول يظل يتابع هذه النوعية من البرامج، فيحاول إقناع نفسه بأنها أحداث طريفة، وهو بمعنى آخر أن المشاهد «بيشتغلهم» فهى كذبة وواضحة جدا. واستكمل الشناوى: «مثلا لم يصدق أحد أن دينا تشتم وتسب أحد الجنود الإسرائيليين»، بينما لم يصدق أيضا المشاهدون أن خالد سليم فى برنامج «فؤش فى المعسكر» أكد أنه فى حماية الرئيس، وإذا كانت الحلقات ليس بها تمثيل لم يكن رد فعل هؤلاء النجوم كذلك. ومن المؤكد أن هذه النوعية من البرامج ستستمر الفترة المقبلة، فهناك الكثير من الأشياء السيئة حولنا تستمر، وأكد الشناوى أن ما أنقذ برنامج «رامز قرش البحر» وجعل البعض يشاهده، هو ظهور برنامج «فؤش فى المعسكر» الذى قدمه المطرب محمد فؤاد و لم يضع فى الاعتبار رد فعل الجمهور ولو لنسبة %1 فأكثر، ما كان يشغل بال فؤاد هو الجزء المادى فقط دون الوضع فى الاعتبار تاريخه الغنائى الطويل ولا رد فعل محبيه ومعجبيه. هذه النوعية من برامج المقالب جعلتنا نترحم على برامج المقالب مثل برنامج إبراهيم نصر الذى كنا ننتقده فى ذلك الحين، أيضا برامج المقالب التى كان يقدمها حسين الإمام بشكل شيك. ووصفت الناقدة ماجدة خير الله هذه النوعية من البرامج ب«السخيفة» لكنها قالت: إنه رغم ذلك سيستمر إنتاجها على مدار الأعوام المقبلة، طالما وجدت شركات إنتاج لتدفع الكثير من الأموال، كما توجد القنوات التى تقبل عرض هذه النوعية من البرامج، وتعد مصدر دخل كبير لها، فبالرغم من النقد الشديد التى تلقته هذا العام، ولكن الأفكار تبقى كما هى سخيفة ومفتعلة وواضحة لجميع المشاهدين، ولكنها عجلة دوارة من استهلاك الأشياء السخيفة. وأشارت ماجدة خير الله إلى أن برنامج «رامز قرش البحر» يعد حالة من «التريقة» والاستخفاف بعقول الناس، فهذا نوع من أنواع السادية، سواء كانت هذه البرامج تمثيلا أو جادة، فلماذا يرى المشاهدون نجما يدخل فى حالة من الصراخ والفزع والرعب ويعتقد صناعها أنها خفيفة الظل لكنها تبقى على روح «السادية». الناقد مجدى الطيب لفت فى صفحته الخاصة بموقع فيس بوك إلى نقطة مهمة جدا ببرنامج «فؤش فى المعسكر» تتمثل فى أن البرنامج يضفى هالة على العدو، فى إشارة إلى أن فكرة البرنامج تعتمد على إيهام الضيف بأنه اخترق المياة الإسرائيلية ووقع فى قبضة جنود إسرائيليين، كما وجه الطيب على صفحته أيضا سؤالا استنكاريا هو: لماذا يؤجل ضيوف المدعو «فؤش» شجاعتهم الزائفة إلى حين الوصول إلى غرفة التحقيق؟ وأجاب بنفسه على السؤال قائلا: إن أى تبكير بهذه الشجاعة المصطنعة أو إثارة أزمات ومشكلات على «اليخت» يعنى الإخلال بالاتفاق، وعدم الوصول إلى المحطة النهائية «المعسكر»، ما يؤدى إلى إجهاض الفكرة، وفشل البرنامج. وأثار برنامج فؤش العديد من الانتقادات بسبب ظهور علم إسرائيل طوال الحلقات، بشكل مكثف ووجه بعض النشطاء على الفيس بوك دعوات إلى تقليل اللقطات التى يظهر بها العلم الإسرائيلى.
