كان منافساً قوياً له في الانتخابات الماضية ثم سرعان ما أسس جبهة الإنقاذ للإطاحة به من قصر الاتحادية، ذلك هو ملخص علاقة المرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحي بالرئيس المعزول محمد مرسي علي وجه الخصوص وبجماعة الإخوان بشكل عام، علاقة تحمل الكثير من المفارقات والتناقضات فهو من تحالف مع الجماعة في انتخابات مجلس الشعب في 2011 ثم سرعان ما كان منافسا لمرسي في الانتخابات الرئاسية، وبعد الإعلان عن نتائج المرحلة الأولي للانتخابات طلب من مرشح الجماعة التنازل له، وعلي الرغم من رفضه وتوليه الحكم ذهب مؤسس التيار الشعبي للتشاور مع الرئيس الإخواني حول مستقبل البلاد في عهده، ثم ما لبس أن أسس جبهة الإنقاذ للإطاحة به من منصبه، مؤكدا أن الرئيس لم يحترم الذين لم يعطوه اصواتهم وأن جماعة الإخوان فشلت في إدارة شئون البلاد، وموضحا إن مصر كانت تحتاج إلي حاكم عادل لا يفرق بين الشعب علي أساس ديني أو سياسي. وخلال الصراع الدائر حول الدستور في عهد الإخوان قال "صباحي" إن الرئيس مرسي استمع لمطالبه ورؤيته للجمعية والدستور الجديد بكل جد واهتمام ووعده بلقاءات مستمرة للوصول إلي توافق بشأن جميع القضايا الخلافية التي تمر بها البلاد علي رأسها الدستور الجديد، مشيرا إلي أنه لم يتحدث مع الرئيس بشأن نصوص في مسودات الدستور ولكن الحديث اقتصر علي الجمعية وضرورة التوافق علي نصوصها من الأساس، مؤكدا أن الرئيس وعده بتحقيق هذا التوافق مع مختلف التيارات والقوي السياسية في مصر. وفي أعقاب الإطاحة بالرئيس المعزول أكد "صباحي" أن تجربة محمد مرسي أساءت لفكرة الرئيس المدني وشككت الشعب في هذا المعني، وان فشله كان بسبب خدمته لجماعته علي حساب شعبه. مواقف "صباحي" كانت مادة خصبة للشائعات ، حيث تردد أنباء عن تحالف "صباحي" مع الإخوان في الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو ما سارع مؤسس التيار الشعبي لنفيه، مؤكدا انه كان منافسهم في الانتخابات إلي جانب أنه رفض أن يكون نائبا للمعزول مرسي عندما عرض عليه ذلك في الجولة الثانية من الانتخابات، مشيرًا إلي أنه هو والتيار الشعبي كانوا العمود الرئيسي في جبهة الإنقاذ التي شاركت في إسقاط مرسي و عارضته طول حكمه، وتابع " لا يوجد عداء بيني و بين التيار الإسلامي، لكن يوجد عداء سافر مع الإرهاب، لافتًا إلي أن الطريق مع الإخوان مغلق إلا إذا تبرأوا من العنف وأعترفوا بإرادة الشعب في 30 يونية". وعن إمكانية إعادة دمج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية قال صباحي إن "الإخوان ارتكبوا خطيئتين، الأول أنهم عندما حكموا استفردوا بالسلطة وقدموا نموذجا لا يمت بصلة للديموقراطية، أما الخطيئة الثانية فهي لجوءهم للعنف واستثمارهم للإرهاب الذي يقوم به حلفاؤهم السياسيون الذين يتبنون نفس خطابهم المرتكز علي وصف التظاهرات الشعبية في 30 يونيو بأنها انقلاب، وتابع " الإخوان مدعوون الآن إلي الإعراب عن احترامهم لإرادة الشعب والكف عن وصف ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب وان يكفوا بالدليل العملي عن تقديم اي غطاء سياسي للإرهاب". "المناضل والمخلوع " يطلق أنصار"صباحي" علي مرشحهم لقب "المناضل" استنادا إلي محاربته لظلم واستبداد مبارك والسادات، وعلي الرغم من كونه كان معارضا مثله مثل الكثيرين في هذه الفترة، إلا أن الرئيس المخلوع قال عنه انه يتمحك في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث نشرت بعض المواقع في الاونه الأخيرة تسجيل صوتي منسوب للرئيس الأسبق يبدي فيه الرأي في ترشح حمدين صباحي للرئاسة، قال فيه ''مفيش فايدة منه ومينفعش للرئاسة.. وأنا مستغرب أن يكون رئيس جمهورية.. وحمدين مما يتمحكون في عبد الناصر الذي كان يحكم مصر بقبضة من حديد''. تصريحات مبارك تصدي لها صباحي وأنصاره علي الفور ، حيث رد مؤسس التيار الشعبي ، قائلاً ''مبارك حينما كان في سلطته برئاسة الجمهورية، ولديه جيشه وسلطته وحزبه الوطني وإعلامه وفلوسه ربنا أكرمني وقلت الحق في وجهه ونشرت في صحيفة الكرامة التابعة لحزب الكرامة لن يحكمنا جمال مبارك''وتابع "''ما قاله عني رغم التعبيرات وطريقة الكلام لا أستطيع أن أرد عليها لأنه موجود في السجن الآن، وآخر مَن ينصح المصريين بمَن ينفع ومَن لا ينفع هو الرجل الذي كان يري أن ابنه جمال مبارك هو مَن ينفع مصر''. واستطرد: ''مبارك الذي عمل مع عبد الناصر وخدم معه رأينا سياساته كانت ردة عن سياسات عبد الناصر التي تعني الانتصار للمواطن البسيط، وعبد الناصر لما مرّ من تحت نفق ميدان العباسية ورأي أحد من أهالينا الصعايدة وفاتح منديل ومطلع بصلة وشوية عايش قال طول ما المنظر ده موجود يبقي إحنا معندناش ثورة''.