مع بدء العد التنازلى لانعقاد القمة الخليجية المقبلة، المقررة فى منتصف ديسمبر برز حرص كويتى على احتواء الخلافات ورأب الصدع بين كل من قطر والسعودية حرصا على تقريب وجهات النظر والعمل على الدفع قدما بالتعاون الخليجى وإنجاح القمة المرتقبة بالكويت ، التى تواجهها العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية خاصة فى ظل التفاهمات التى تعاظمت بين إيران والولايات المتحدةالأمريكية فيما يخص الملف النووى . وفى هذا الإطار شهدت الرياض قمة ثلاثية مفاجئة ضمّت العاهل السعودى «الملك عبد الله بن عبد العزيز» وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح» وأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني». وذكرت مصادر أن الزعماء الثلاثة عرضوا القضايا التى تهم بلدانهم وتعزيز التعاون بين دول الخليج العربية،بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية وبحسب مصادر خليجية انعقدت القمة الثلاثية بعد طلب سعودى من دول مجلس التعاون الخليجى «إدانة تصرفات» قطر تجاه مصر واليمن. وأوضحت المصادر أن السعودية «منزعجة للغاية من تصرفات قطر حيال الأوضاع فى مصر واليمن»، مضيفة ان أمير الكويت «ارتأى التوسط بين البلدين كى لا تفشل القمة» السنوية التى تجمع رؤساء دول مجلس التعاون الخليجى الست فى بلاده الشهر المقبل. وبحسب المصادر فإن الرياض طلبت الأسبوع الماضى عبر زيارات قام بها وزير الخارجية السعودى الأمير «سعود الفيصل» لعواصم خليجية «إصدار بيان من مجلس التعاون يدين تصرفات قطر». ويذكر أن سعود الفيصل حمل رسائل من «الملك عبد الله» إلى رؤساء أربع دول خليجية هى سلطنة عمان والإمارات والكويت والبحرين. إضافة إلى ذلك، أكد دبلوماسى أوروبى أن العلاقات بين السعودية وقطر «متوترة للغاية بسبب سياسة الدوحة حيال مصر» ، حيث رحبت السعودية بخطوة الجيش المصرى فى 3 يوليو الماضى بعزل الرئيس الذى ينتمى إلى جماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسى من السلطة وقدمت مبلغ خمسة مليارات دولار مساعدة للسلطات الجديدة ، لكن قطر، الداعم الرئيسى لمرسى ، أبدت انزعاجها من اطاحته وتخوفت من «سيناريو على الطريقة الجزائرية وأكدت مصادر خليجية أن دول مجلس التعاون الخليجى تشهد تحركات مكثفة لتسوية وإزالة أى خلافات داخلية بينها فى ضوء التحديات الكبيرة التى تواجهها والأزمات الخارجية المحيطة بها. وقالت المصادر أن إزالة الخلافات والحفاظ على تماسك مجلس التعاون الخليجى بات ضرورة قصوى نظرا لما تعيشه المنطقة من أوضاع متأزمة، مشيرة فى هذا السياق إلى الأوضاع الأمنية والسياسية المتفاقمة فى مصر وسوريا وما حدث من تطورات امنية على الحدود العراقية السعودية مؤخرا، وأفادت بأن القمة الخليجية الثلاثية التى جمعت العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز وأميرى الكويت الشيخ صباح الأحمد، وقطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتى عقدت فى الرياض ركزت على موضوع احتواء -الخلاف السعودى القطرى بسبب موقفى البلدين المتباينين من الوضع الراهن فى مصر-، وجاءت القمة مع استشعار واقعى داخل منظومة مجلس التعاون الخليجى للمخاطر المحيطة به فى ضوء الظروف الراهنة.