ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية الصادرة اليوم الاثنين أن معالم انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان باتت واضحة وجلية في جميع أرجائها فبعد أن كانت بريطانيا تمتلك 80 قاعدة عسكرية في إقليم هيلماند خلال ذات الفترة من العام الماضي أصبح لديها الآن 12 قاعدة فقط. وقالت " إنه بالإضافة إلى ذلك ، قامت السفارة البريطانية في كابول بترحيل رعاياها ومنهم أعضاء فريق إعادة إعمار هيلماند، والذي كان قد كلف بإعادة بناء المدارس والمستشفيات والطرق خلال السنوات السبع الماضية".
وأفادت الصحيفة في تقرير لها أوردته على موقعها الالكتروني- بأن قوام موظفي السفارة البريطانية لدى أفغانستان سوف ينخفض إلى النصف على مدار ال 18 شهرا القادمين من 120 موظفا إلى 70 موظفا فقط حيث توقفت السفارة بالفعل عن دعم برامج التدريب المختلفة وشرعت في العودة إلى الأنشطة الطبيعية للسفارات الأجنبية.
وأوضحت أن تقليص عدد فريق إعادة الأعمار في هيلماند من 220 شخصا إلى 140 شخصا أصبح شيئا ملحوظا للغاية؛ وذلك في ضوء خطة انسحاب تدريجية يتم تفعيلها عشية الفترة الأكثر أهمية في الصراع حتى الآن، وهو الموسم الأول الذي سوف تتولى فيه قوات الأمن الوطني الأفغانية (أنسف) المسئولية كاملة.
من جانبه، ذكر القائم بأعمال السفارة البريطانية في كابول نيك هيلي في تصريحات أدلى بها إلى "الجارديان"- أن الأشهر القليلة القادمة سوف تحدد ما إذا كانت أفغانستان ستتمكن من التأقلم مع الأحداث الصاخبة المنتظر حدوثها بالعام القادم، وعلى رأسها انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإجراء الانتخابات الرئاسية لاختيار خليفة الرئيس حامد كرزاي.
وأضاف القائم بأعمال السفارة البريطانية فى كابول نيك هيلي:" أن المستقبل السياسي والعسكري والاقتصادي لأفغانستان سوف يصبح في دائرة الضوء.
وقال " إن الجميع يعتبر أن عام 2014 سيمثل التاريخ الأبرز لأفغانستان بيد أن نهاية العام الجاري ربما تجيبنا عن أسئلة عديدة منها معرفة الأسماء المرشحة لخوض انتخابات الرئاسة والطريقة التي ستجرى بها الانتخابات وفي أي إطار، وما إذا كانت أفغانستان وباكستان بإمكانهما إحراز أي تقدم ، وأخيرا سوف نتعرف على نتائح تولى قوات الأمن الوطنية الأفغانية (أنسف) مسئولية خوض موسم القتال بمفردها".
وأكد الدبلوماسى البريطاني أن ثمة ثلاث مراحل انتقالية هامة سوف تشهدها أفغانستان العام القادم؛ وتتمثل في عمليات الانتقال السياسي والأمني والاقتصادي، فالعملية السياسية سوف تتوج من خلال التوصل إلى تسوية سياسية واختيار خليفة كرزاي، في حين سوف تعكف حركة طالبان على دراسة الخيارات المتاحة أمامها نظرا لعدم توحدها.
ومن وجهة نظر مختلفة ، ذكر الجنرال البريطاني بقوات الناتو المرابطة بإقليم هيلماند نيك كارتر أن قرار خفض عدد القوات البريطانية في أفغانستان سوف ينطوي على مخاطر عديدة خاصة أنه جاء في هذا التوقيت الحرج، وأكد أن عملية نقل المهام الأمنية إلى الأفغان تجري على قدم وساق.
وقال كارتر حسبما نقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين- إن محاولات خفض عدد القوات البريطانية على أرض الواقع في ظل اقتراب موسم القتال من شأنها تعريض المهمة برمتها إلى الخطر، مضيفا :" بأنه سيكون أمرا غير مغتفر إذا سمحنا لأنفسنا بضياع مكاسب جنيناها على مدار السنوات الثلاث الماضية لأننا لم نكن قادرين على توفير الدعم للأفغان عقب عام 2014".
وأكد الجنرال البريطاني تفهمه لضرورة النظر في خيار خفض القوات خاصة في ظل مراحل التقشف التي تمر بها أوروبا حاليا ، بيد أنه شدد على ضرورة بقاء القوات في أفغانستان لتوفير الدعم لحلفائها في الأوقات الصعبة التي يعيشونها.