حث مجموعة مسؤولين عراقيين ،وخبراء بارزين في الحكومة العراقية، والأممالمتحدة على إتخاذ المزيد من التدابير الاستباقية والمنسقة ،لمكافحة الجفاف وسط مخاوف متزايدة من، أن العراق ليس متخذاً الإجراءات الكافية لتجنب آثاره.هذا النداء جاء خلال ورشة العمل ،التي عقدتها اليونسكو بالتعاون مع اليونيسف حول الإدارة المتكاملة والتأهب للجفاف في العراق ،التي انتهت في 15 فبراير الجاري في العاصمة الأردنية عمان، حيث التقى خبراء عراقيين لوضع خارطة طريق للتأهب، والتخفيف من حدة الجفاف ضمن إطار وطني.وقد شارك في الاجتماع ممثلون كبار من عشرة وزارات عراقية في ثلاث مدن رئيسية ،وخمسة محافظات وأربعة جامعات ومنظمة غير حكومية واحدة. كان هدف هذا الاجتماع دراسة الوضع الراهن لخطة الجفاف في العراق واستكشاف خيارات الإصلاح.استندت المناقشات على مجموعة من المباديء التوجيهية التي وضعت بالاشتراك مع المركز الوطني للتخفيف من حدة الجفاف (الولاياتالمتحدةالأمريكية) والمكتب الإقليمي للشرق الأدنى لمنظمة الغذاء والزراعة (FAO).ونظراً لتأثير شدة الجفاف مؤخراً على الاقتصاد، أعرب المشاركون عن قلقهم من فشل السياسات الحالية ،وعدم كفاءتها لحماية الشرائح الضعيفة في المجتمع قبل حدوث الجفاف. وأضاف الدكتور مظفر عبود حمودي من مكتب رئيس الوزراء العراقي إننا بحاجة لإتخاذ تدابير التأهب قبل حدوث الجفاف.وقد وافق المسؤولون المشاركون على مجموعة من التوصيات لإصلاح استجابة النظام الحالي للمساعدة في ،الحد من آثار الجفاف وتشمل المزيد من إجراءات التأهب والتخفيف من آثار الجفاف.وكملخص للرسالة التي أراد المشاركون إيصالها للحكومة، قال الدكتور حمودي إن الاستراتيجية الجديدة التي نريد من الحكومة أن تسعى إليها هي الإعتماد على التأهبوقد كان من صميم التوصيات للحكومة هي تنمية طويلة الأجل لخطة وطنية من شأنها التخفيف ،من آثار الجفاف لتحديد ستراتيجيات مسبقة والتي يمكن تنفيذها قبل وأثناء وبعد الجفاف.وأكد المشاركون أيضاً على الحاجة الى رفع مستوى نظام محطات الأرصاد الجوية في العراق بشكل أقوى وأكثر شمولاً وطنياً لنظام الإنذار المبكر الذي يمكن أن يوفر توقعات وبيانات أكثر دقة.وقد أشير الى أن الحاجة الى تحسين عملية صياغة سياسة الجفاف والتخطيط والتنسيق تشكل عائقاً للنظام الحالي. وفي ظل النظام الجديد، أستدعي السكرتير العام لمجلس الوزراء ليؤسس لجنة وطنية عالية المستوى لتخفيف وطأة الجفاف مما يقود الى التخطيط الوطني، بالإضافة الى مجموعة عمل فنية متخصصة لتقديم المشورة للجنة العليا بشأن الأمور التقنية. كلا الهيئتين من شأنها أن تساعد على ضمان تمثيل واسع من الأجهزة المركزية والإقليمية والمحافظات والحكومات المحلية في مجال التخطيط.ودعت المشاركون أيضاً لإنشاء مركز وطني لإدارة الجفاف، والذي من شأنه أن يعمل على نظام الإنذار المبكر بالجفاف وتقييم آثار الجفاف على الشرائح الضعيفة من المجتمع العراقي والتحقيق في خيارات الإدارة قبل وقوع الأزمة.لقد عرفت الأممالمتحدة على أنها شريك رئيسي في تسهيل هذا الإطار الجديد ومساعدة الحكومة على الحفاظ على قوة الدفع لعملية التخطيط. دعيت منظمات الأممالمتحدة أيضاً لبناء القدرات المؤسسية في مجال تخطيط الجفاف والبحوث وتشجيع الإنضمام الى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة باستخدام المياه وتعزيز الشبكات الإقليمية والدولية للحصول على أفضل الممارسات في مجال إدارة الجفاف.و قد تمخض عن هذا الحدث في عمان إنشاء لجنة برئاسة مكتب رئيس الوزراء لمتابعة التوصيات. وسوف تسهل مكاتب اليونسكو واليونيسف، التي نظمت هذه الورشة، الإتصالات لمتابعة التوصيات.من جانبه ذكر السيد كيسي والثر، ممثل منظمة اليونسكو في الورشة دعونا نأمل أن يكون هذا الزخم هنا هو القوة التي ستدفع العراق الى الأمام في وضع الإستعداد المبكر والتخطيط في قلب جهود الحكومة لإدارة الجفاف.