قال الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش أن الأنظمة السابقة للحكم في مصر كانت تختلف اختلافا جذريا في كيفية إدارتها لشئون البلاد حيث أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان زعيما شكلا وموضوعاً حيث إنه كان يستشير من حوله من قيادات ومثقفين ومفكرين في الأمور التي تتعلق بالوطن والمواطنين قبل أن يتخذ قراره وهو ما جعل معظم قراراته تحظي بقدر كبير من القبول والتأييد الشعبي . وتابع درويش: أما الرئيس الراحل محمد أنور السادات فكان يتخذ القرار الذي يراه صائباً من جانبه ثم يقوم بتسريبه لمن حوله ثم للشعب حتى يستطلع رأي الناس في القرار فإن كان الرأي الشعبي متفقا معه أقره ، وإن كان مختلفا معه ومن الممكن أن يتسبب في أزمة في الشارع فكان يتراجع فيه من أجل إرضاء الشعب ، وهذا ما كان قراراته تنال القبول الشعبي بشكل نسبي وما كان يحظي بالرفض منها فكان يتراجع فيه بما يرضي الشعب . وأضاف الفقيه الدستوري : أما الرئيس المخلوع حسني مبارك فكان لا يستمع لأحد من العقلاء ولا يدرس مواقف المواطنين ولم يكن يعبأ بأحد وكانت قراراته تأتي بشكل ديكتاتوري بعد أن يستشير بطانته التي كانت تضلله ، وهو الأمر الذي أدي لثورة الشعب ضده وأدي لإسقاطه وإنهاء حكمه بشكل لم تشهده مصر من قبل .