** لقد ألقت ثورة 25 يناير المجيدة العشرات من الفاسدين والمفسدين وناهبي قوت الشعب المصري خلف الأسوار ، بعد سنوات طويلة عاشوا فيها علي دمائنا ونهبوا خيرات بلادنا ودمروا في أعين شبابنا المستقبل المشرق ، وجعلوا مجرد الحصول علي لقمة العيش حلم صعب المنال لملايين المصريين. ** فسدوا .. وأفسدوا .. ضلوا .. وأضلوا .. نهبوا .. وساعدوا علي النهب .. وقد جاء وقت الحساب في الدنيا قبل حساب العزيز الجبار في الآخرة ، فخرجت أدلة اتهامهم من الأدراج ، ووصلت إلي ساحة القضاء أوراق إدانتهم التي كانت عميه عن العدالة .. بعد أن غيبوها بسطوتهم وجبروتهم الذي سقط يوم 11 فبراير 2011 يوم أن تنحي الرئيس السابق بقوة الشعب ومساندة القوات المسلحة الشريفة. ** لكن فلول النظام السابق وقياداته ممن يجلسون الآن خلف الأسوار لم يكونوا وحدهم مسئولون عن فساد الحياة السياسية وظلم وقهر الشعب المصري لسنوات طويلة .. بل كانت هناك معارضة خلقها النظام " الساقط " لتمثيل دور في مسرحية نهب الشعب المصري .. معارضة لم يكن عليها سوي رفع الصوت العالي قبل أية انتخابات ليحصلوا علي مقابل بخس وثمن لا يساوي تحقيرهم في أعين المصريين. ** الغريب أن هذه المعارضة تري الآن وبعد نجاح الثورة " كما يري الفلول " أنها صاحبة الحق في قيادة السفينة المصرية في بحر هائج نحو مستقبل الاستقرار والتنمية والتقدم .. لكن كيف وقد شاركوا في إفساد حياتنا وتدمير سنوات من عمرنا كانت كفيلة بتحقيق ازدهار علي مختلف الأصعدة كان بإمكانه رفع اسم مصر عاليا إلي مصاف الدول المتقدمة. ** وجميعنا يعلم أن كتمان الشهادة كشهادة الزور .. والسكوت عن الإثم مشاركة فيه .. وهو الأمر الذي يقودنا بحتمية النتائج الرياضية والمعادلات الحسابية إلي أن من سكتوا علي جرائم النظام السابق في حق الشعب المصري في الوقت الذي كانوا يتحاكون فيه عن بطولات مزيفة من معارضة النظام هم شركاء في ظلم الشعب . ** كما أن من قَبل أن يشارك في انتخابات مزورة أو منحة من الحزب المنحل للعب دور " السنيد " فهو شريك في الجريمة .. ولا نقبل المبررات المعتادة في مثل هذا الأمر .. فنحن نحترم من رفض المشاركة في تلك المسلسلات الهزلية عمن شارك ولعب دور " السنيد " لإخراج العمل الإجرامي في حق الشعب وكأنه حقيقة تستند لنظام ومعارضة شرسة تحاسب وتراقب وتعدل المسار عندما ينحرف. ** وأقولها كلمة لمن ينادون بقانون العزل السياسي وتفعيل قانون الغدر وأنا واحد منهم .. لابد وأن يطبق ذلك القانون علي كل من شارك في إفساد الحياة السياسية سواء كان عضوا بالحزب الوطني المنحل أو كان عضوا في حزب " سنيد " من تلك الأحزاب التي شاركت الحزب المنحل في جرائمه في حق الشعب. ** وهنا أتذكر مشهد غاية في العار لمن يدعون الآن أنهم شاركوا في الثورة ودعموا شبابها ألا وهو مشهد جلوس رموز أحزاب المعارضة في العهد البائد مع صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني المنحل " المحبوس حاليا علي ذمة قضية موقعة الجمل وغيرها " ليتناولون أشهي المأكولات في أفخم فنادق القاهرة ، ليخرجوا بعدها مصفقين لسياسة الحزب الوطني الحكيمة وتواصله مع المعارضة من أجل المصلحة العليا للبلاد.. لينتظروا بعدها منحة " الريس " بالتعيين في أحد المجلسين الموقرين ، أو حفظ حق بعض مرشحيهم بعدم التزوير ضدهم أو حتى مساعدتهم للوصول للبرلمان. ** يا لها من أيام .. الحمد لله أننا تخلصنا منها . ** والسؤال المهم هنا هو متي نحاكم تلك المعارضة الفاسدة علي جرائمها في حق الشعب؟ [email protected]