لا يزال الغموض يحيط بتوترات الأوضاع بين السفن الحربية الإيرانية والإسرائيلية التي دخلت مؤخرا إلي البحر الأحمر ، حيث إن دخولهم إلي المنطقة قد أثار التوتر الذي صاحبه قلق الكثيرين من نشوب حرب بين البلدين قد تبدأ باعتداء أحد الطرفين علي الآخر ، الأمر الذي أثار قلق البعض من تعرض قناة السويس لأذى من جراء ما يحدث بين البلدين . ومن جانبه قال مسئول بهيئة قناة السويس للمراقب أن إدارة القناة ستسمح بمرور أي سفن حربية إيرانية أو إسرائيلية في أي وقت وإذا طالبت ذلك بعد الحصول على موافقة وزارة الدفاع وهو الإجراء المتبع عند مرور جميع السفن الحربية لقناة السويس. وقال المسئول الذي رفض ذكر اسمه أن إدارة القناة لا تملك منع أي سفن من المرور طالما أنها ليست في حالة حرب مع مصر وفقا لاتفاقية القسطنطينية التي وقعتها مصر عام 1888 لتنظيم حركة مرور السفن بالقناة. وأضاف أن مصر وافقت من قبل على مرور قطعتين حربيتين إيرانيتين إلى البحر الأحمر بالإضافة إلى السماح بمرور قطع حربية إسرائيلية من وقت لآخر ، وأن مرور القطع الحربية بشكل عام يخضع لإجراءات أمنية مشددة لتأمين مرورها وان هذه الإجراءات تزيد عند مرور القطع الأمريكيةوالإيرانية والإسرائيلية. وقال أن الغواصة والمدمرة التي أعلنت إيران اعتزامها نشرهما بالبحر الأحمر لن يضطرا إلى عبور قناة السويس لوقوع إيران ضمن الدول جنوب قناة السويس على البحر الأحمر. وأضاف أن إدارة القناة تراقب عن كثب التوتر في البحر الأحمر خاصة مع وصول قطعتين حربيتين إسرائيليتين إلى هناك وإعلان إيران اعتزامها إرسال قطع أخرى.. مشيراً إلي أن هذا التوتر لم يؤثر على حركة شحن البضائع المارة بقناة السويس والقادمة من المدخل الجنوبي على البحر الأحمر حيث أنها تسير بشكل طبيعي ومنتظم. وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها أرسلت سفينتين حربيتين إضافيتين إلى البحر الأحمر، لكنها هونت من شأن تقارير ذكرت أن ذلك يتصل بحملة تقوم بها مصر لتعقب متشددين في سيناء ، حيث قال مسئول عسكري إن إرسال السفينتين إلى البحر الأحمر إجراء روتيني، لكنه امتنع عن الإفصاح عن المهام العملية التي تقومان بها هناك. ومنذ نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، تخشى إسرائيل مما تصفه ب«الانفلات الأمني» في سيناء وعدم قدرة مصر على تأمين شبه جزيرة سيناء، وهو ما رفضته القاهرة، مؤكدة قدرتها على حماية حدودها. وتتمركز السفن الحربية الإسرائيلية في العادة في ميناء خاص بالقوات البحرية في إيلات على الطرف الشمالي للبحر الأحمر، وتقوم بدوريات في المنطقة الواقعة جنوبا كإجراء اعتيادي لتأمين الحدود الإسرائيلية. وفي يونيو عام 2009، قالت مصادر بوزارة الدفاع الإسرائيلية إن غواصة إسرائيلية من فئة «دولفين» عبرت قناة السويس إلى البحر الأحمر، فيما وصف بأنه محاولة لإظهار القدرة الإستراتيجية في مواجهة إيران. وفي أبريل الماضي سمحت قناة السويس بعبور السفينة الإسرائيلية «Zim roterdrm»، وهي تحمل شحنة كبيرة من الأسلحة والذخيرة مقبلة من البحر الأحمر في طريقها للبحر المتوسط، بحمولة تصل إلى 117 ألف طن، عبرت قناة السويس وسط إجراءات أمنية مشددة، وعلى متنها شحنة من الأسلحة والذخائر. وتقول إدارة قناة السويس إنها تسمح بمرور جميع أنواع السفن الحربية لأي دولة، طالما أنها ليست في حالة حرب مع مصر، وذلك حسب اتفاقية القسطنطينية المنظمة للملاحة بالمجرى المائي لقناة السويس، وإن هناك سفنا تجارية قد تخضع للتفتيش عند الاشتباه في حملها أي بضائع، أو مواد محظورة، لم تخطر بها القناة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. وتسمح إدارة القناة بعبور السفن التي تحمل الأسلحة، أو مواد مشعة، بشرط إخطار القناة رسميا قبل عبورها وموافقة الجهات الأمنية.