هل بات القصر الرئاسي المفتاح السري لرئاسة المؤسسات الصحفية سؤال طرحه القرار المفاجيء الذي طيرته وسائل الإعلام مفاده أن اللجنة العامة بمجلس الشورى قررت في إجتماعها صباح أمس برئاسة الدكتور محمد صفوت الشريف رئيس المجلس إجراء عدد من التغييرات لبعض قيادات المؤسسات الصحفية القومية فتم تعيين محمد بركات رئيس تحرير جريدة الأخبار في منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم خلفاً لمحمد عهدي فضلي وتعيين ياسر رزق رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون في منصب رئيس تحرير جريدة الأخبار وتعيين حمدي رزق رئيس تحرير مجلة المصور في منصب رئيس مجلس إدارة دار الهلال للنشر وتعيين مصطفى عبد الله رئيس تحرير أخبار الأدب بدلا من الكاتب جمال الغيطاني كما قررت اللجنة العامة بمجلس الشعب تعيين محمد عبد السلام رئيسا لتحرير مجلة السياسة الدولية بدلا من الدكتور أسامة الغزالي حرب . وبقراءة متأنية في تفاصيل التعيينات الجديدة نجد أن أغلب المعينين هم في الأساس مندوبين للقصر الرئاسي فياسر رزق رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون والذي عين رئيسا لتحرير أخبار اليوم هو مندوب لقصر الرئاسة وكذلك ممتاز القط الذي جاء من قبل رئيساً لتحرير أخبار اليوم " العدد الأسبوعي " بعد أن كان يغطي أخبار مؤسسة الرئاسة لذا قررنا سؤال الخبراء عن حل هذا اللغز . في البداية أكد رشاد كامل " رئيس تحرير مجلة صباح الخير السابق " أن معايير إختيار قيادات المؤسسات الصحفية تأتي وفقاً لما تراه القيادة مناسبا لكن تعيين ياسر رزق رئيساً لتحرير الأخبار جاء مفاجئاً للجميع ويطرح أسئلة هامة منها ماذا فعل محمد بركات حتى يتم الإطاحة به بتلك الطريقة التي لا تليق بتاريخه ؟ مشيرا إلى أن التكهنات في هذا التوقيت غير محببة لان القيادة قد تري ما لا يراه الآخرون وأوضح كامل أن صحفيي الرئاسة دائما يلمون بأحداث كثيرة ويكونوا على دراية كاملة بكواليس الأحداث وعلى هذا الأساس يتم تعيينهم كقيادات للصحف القومية . أما علي القماش " الكاتب الصحفي " فيرى أن هناك معايير لإختيار قيادات الصحف القومية وهو دائماً يكون خاضع لإختيارات الدولة فيقوم صفوت الشريف وفتحي سرور ومفيد شهاب بإختيار من يدافع عنهم وعن الحزب والحكومة رغم أن معظم من يتم إختيارهم لرئاسة تحرير الصحف القومية لا يملكون الحرفة الصحفية ولا يتم إختيارهم وفقاً لمعايير مهنية وهذا بعيدا عن ياسر رزق لأنه مهني ويستحق لكنني أتحدث عن الغالبية العظمى ممن يتم تعيينهم لتنفيذ أجندات خاصة بالدولة وليتحدثوا بلسان من وضعوهم في أماكنهم . أما الدكتور أيمن نور " زعيم حزب الغد " فيري أن رجال الدولة يطيحون بأي قيادة من قيادات الصحف القومية يخالف تعليماتهم خصوصاً في ظل الأسلوب البوليسي الذي يتحكم في عقلية رجال النظام لذا يختارون من يدافع عنهم في الباطل باستماتة كاشفا عن أن الأمن هو من يختار القيادات في كل المواقع . وأكد نور أن خوف النظام مما يحدث في تونس يمكن أن يدفعه الى تغييرات كبيرة في العديد من المؤسسات التي تسيطر عليها الدولة وذلك لتهدئة الرأي العام خوفاً من أن يثور الناس لذا أتوقع تغييرات كبيرة في باقي المؤسسات الصحفية بل ومؤسسات الدولة عموماً .