لا أدري كيف سمحت ضمائر هؤلاء الذين يصرفون مجاريهم ومخلفاتهم البشرية علي الترع التي تجري فيها المياه النقية.. والتي تروي عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية.. فضلاً علي أنها مصدراً لمياه الشرب للعديد من المدن والقري؟. تري أين أجهزة وزارة الري والبيئة.. بل والزراعة.. الذي يفترض أنها حارسة علي هذه المياه التي تجري في المصارف والترع؟.. وأين المحليات التي سمحت بأن يقوم الأهالي بإنشاء شبكات صرف صحي بالجهود الذاتية ويمدون مواسيرها إلي تلك المجاري المائية؟. نبكي علي انتشار أمراض الفشل الكلوي والكبدي بين أبناء الوطن.. دون أن نعطي أنفسنا فرصة لمعرفة الأسباب.. وهي واضحة لكل ذي عينين.. تصور أن فضلاتپالبشر التي تتخلص منها أجسامهم.. تعود إليهم مرة أخري في كوب ماء.. أو في المحاصيل الزراعية التي نأكلها.. نصرخ من أين حالات الأورام زادت بشكل غير معقول بين أبناء المحروسة.. وننسي أن التلوث ينتشر في كل الأنحاء بأيدينا.. في صورة عوادم سيارات وحرق قمامة وقش أرز.. بل وانتشار أكوام الزبالة في كل شارع وحارة. لا نريد أن نبكي علي اللبن المسكوب.. ولابد أن تكون هناك بداية لتصحيح هذه الأوضاع المغلوطة والمقلوبة.. لا بديل عن الغاء جميع شبكات الصرف التي تصب في المجاري المائية.. لا بديل عن تحديد سنوات محددة للمركبات.. وبعدها يتم تكهينها.. لا بديل عن أن تكون بلادنا نظيفة وبدون قمامة.