هذا يوم المرحمة وتطييب الخواطر.. يوم تضميد الجراح وتجميع الصفوف وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.. هذا يوم الطمأنينة والعفو والتسامح وطي صفحة الخلاف بين كل التيارات السياسية لنفتح صفحة المستقبل.. هذا يوم اعتراف الكل بالكل.. والتأكيد علي حق التعدد والتنوع والتعايش المشترك والحقوق المتساوية لجميع أبناء الوطن. لا استعلاء اليوم ولا إدانة ولا شماتة ولا عتب.. لا انتقام ولا تخليص حسابات ولا انتقاص من قدر أحد أو من حقوق أحد.. هذا يوم تمتد فيه الأيادي للناس جميعا أملاً في أن يشاركوا في مسيرة البناء والإصلاح.. فمشاكل الوطن أكبر وأخطر من أن يتحملها فصيل واحد. وقد أحسن الدكتور محمد مرسي صنعا حين وجه إلي الأمة خطابا تصالحيا مبكرا ليهديء به مخاوف الخائفين والمضللين من ضحايا القصف الإعلامي الرهيب خلال الأيام الماضية.. وضمن هذا الخطاب رسائل شكر إلي الثوار والشهداء وأسرهم والمصابين.. إلي المسلمين والمسيحيين والأزهر والكنيسة.. إلي من انتخبه ومن لم ينتخبه.. إلي الذين ينظرون للأمام ولا ينظرون للخلف.. وذكرنا بأن أهل هذا الوطن متساوون في الحقوق والواجبات وبأنه يحمل السلام لكل من يحب السلام في العالم وانه يسعي إلي الاستقرار والحب وبناء دولة الديمقراطية. ومصر اليوم في أمس الحاجة إلي كلمة طيبة تجمع ولا تفرق.. وإلي لغة تصالحية جديدة ترتقي فوق الخصومة والضغينة.. وتسمو فوق نزعات النفوس.. يجب علينا أن نبحث جميعا عن هذه الكلمة حتي نجدها.. وعن هذه اللغة حتي نتعلمها.. وكفانا حروبا وصراعات وانقسامات. نريد خطابا واضحا من د. مرسي موجها إلي الليبراليين واليساريين والناصريين والاشتراكيين والقوي الثورية والمدنية والاسلامية.. إلي 6 ابريل والأحزاب القديمة والجديدة.. إلي أنصار المرشحين السابقين في الانتخابات الرئاسية وأنصار المرشح المنافس الفريق أحمد شفيق.. بأنهم جميعا شركاء في المسيرة وشركاء في البناء الديموقراطي.. لا إقصاء لأحد.. ولا غلبة لأحد علي أحد. يجب أن يقول د. مرسي وبكل وضوح ان يده ممدودة للجميع.. لمن يؤيده ومن يعارضه.. نريد أن نري رئيس مصر الجديد مختلفا.. وعلي قدر طموحنا في المستقبل.. يجمع شتات الوطن ويداوي جراحه.. ويقف في صفوفنا ونحن نفاوض المجلس العسكري أو نواجهه في معركة الإعلان الدستوري المدمر الذي يستخف بعقولنا ومعركة مجلس الشعب والدستور. إن الحمل ثقيل والمسئولية صعبة والبلد خراب والطموحات الشعبية عالية والمجلس العسكري يصغي لمستشاري السوء الذين يتفننون في وضعه في حالة صدام دائم مع الشعب والثورة ظناً منهم بأنهم ينتقمون من الإخوان ويتعجلون انقلاب المجلس العسكري عليهم. وعلي الجانب الآخر سوف يخطيء الإخوان إذا صدقوا ان ال 12 مليون صوت التي حصل عليها د. مرسي هي من أجلهم فقط.. فالحقيقة ان جانبا مهما من هذه الأصوات كان من أجل الثورة.. ولكي يحافظوا عليها لابد أن يحافظوا علي انتمائهم للثورة.