مرة أخري أعود إلي المهندس خيرت الشاطر الزعيم الإخواني والذي كان من المفترض أن يصبح رئيساً للجمهورية لو قُدر له الاستمرار في السباق الرئاسي. الرجل يبدو أن عقدة "الرشوة" تشغله كثيراً هذه الأيام.. فقد رأيناه يتهم المملكة العربية السعودية بأنها عرضت أربعة مليارات من الدولارات علي مصر مقابل تسليمها الرئيس السابق حسني مبارك.. ورد عليه السفير أحمد قطان سفير المملكة بالقاهرة نافياً تلك الادعاءات. وطالب الشاطر بتقديم دليل علي ادعائه وهو ما لم يحدث حتي الآن. ويعود المهندس الشاطر إلي الحديث عن الرشوة في معرض الدعاية والتأييد للدكتور محمد مرسي مرشح الرئاسة. ويعلن خلال مؤتمر بمدينة العاشر من رمضان أن زوجة أحد الموجودين في سجن طرة الآن وهو أحمد عز تقوم بإصدار شيكات بالمليارات لصالح المرشحين من فلول النظام السابق حيث بلغ سعر الصوت الواحد ألف جنيه!!. كان يمكن أن نأخذ هذا الكلام بغير اكتراث أو أهمية باعتباره ضمن الحملات الدعائية الشرسة في الانتخابات الرئاسية.. لكن لأنه صادر عن رجل كان يمكن أن يتبوأ منصب رئيس جمهورية مصر العربية كما قلنا فإننا لا نستطيع أن نمر عليه مرور الكرام ليس دفاعاً عن الفلول ولا عن زوجة أحمد عز الذي بتصرفاته الخرقاء كان أحد الأسباب المباشرة لاندلاع ثورة 25 يناير.. وانما من أجل التيقن من كون هذا الاتهام صحيحا أم غير صحيح.. ومن أجل ألا تهتز صورة الشاطر التي رسمناها في أذهاننا عندما رشح نفسه أو رشحته الجماعة رئيساً. الشاطر يقول: إن زوجة عز تقوم بإصدار شيكات بالمليارات. ومدي علمنا ان أحمد عز له أكثر من زوجة فأيهن هي التي تصدر هذه الشيكات؟! ثم انه من المفروض أن أموال عز في البنوك ممنوع التصرف فيها لحين انتهاء التحقيقات معه.. فكيف يمكن صرف هذه الشيكات والأموال محجوز عليها؟!. وفي هذا السياق فالمطلوب من الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي صاحب السلطة علي كل البنوك في مصر أن يؤكد هذا الاتهام أو ينفيه.. فليقل لنا الدكتور العقدة: هل فعلاً زوجة عز أصدرت شيكات بالمليارات لصرفها؟! وباسم من صدرت هذه الشيكات؟! أم انها صرفتها باسمها هي وأخذت الأموال نقداً ثم قامت بتوزيعها علي الفلول؟!. ولو فرضنا أن الفلول سوف يقدمون رشاوي للمواطنين لانتخابهم والحصول علي أصواتهم بمعدل ألف جنيه للصوت كما ذكر المهندس الشاطر فكم تصل المبالغ التي يتم بها شراء هذه الأصوات لو افترضنا انه لكي ينجح أحد الفلول لابد أن يحصل علي تأييد خمسة ملايين مواطن علي الأقل. ثم إن المهندس الشاطر لم يحدد لنا من هو "الفِل" الذي تدعمه زوجة عز؟! هل هو أحمد شفيق مثلاً أم عمرو موسي؟ أم كلاهما؟!. اننا نريد أن يكون للرجال من ذوي الثقل السياسي مصداقيتهم عندما يتحدثون في أي شأن عام.. والحديث عن الرشوة لا يكون جزافياً وإنما يجب أن يسنده المنطق والواقع.. وأعتقد ان المهندس الشاطر قد جانبه الصواب في موضوع عرض السعودية رشوة مصر بأربعة مليارات دولار فداء لمبارك وموضوع مليارات زوجة أحمد عز.. إلا إذا قدم الدليل علي اتهاماته.. فعندئذ نرفع أيدينا بالتحية له. ثم ما هو رأي المهندس خيرت الشاطر فيما يدعيه الآخرون بأن الإخوان يرشون المواطنين الفقراء بزجاجات الزيت وأكياس السكر لانتخاب مرشحهم الدكتور محمد مرسي؟! وآخرها ما صدر عن جمعية تسمي "جمعية ضد الغلاء" التي اتهمت الإخوان والسلفيين بتوزيع رشاوي غذائية علي الناخبين قبل انتخابات الرئاسة للتأثير علي إرادة الناخبين. توجيه الاتهامات سهل.. واثباتها بالدليل قوام المصداقية.