* لا أنكر أنني كنت أتابع السيد توفيق عكاشة في برنامجه مصر اليوم علي قناة الفراعين التي يملكها ويديرها من الباب للباب وحاولت كثيراً أن اصنفها مهنياً ولكني وصلت في النهاية إلي أنها قناة مختلفة وأن مذيعها الأول وصاحبها ايضا مختلف ولا يوجد مثيل له في كافة قنوات التليفزيون داخلياً وخارجياً. * لم يسعدني قرار محكمة القضاء الإداري بوقف برنامجه بناء علي دعوي من بعض أعضاء 6 أبريل الذين اتهموه بالسب والقذف.. واعتقد أن هناك آلاف المشاهدين سيفتقدونه وخاصة أولئك الذين أدمنوه وأدمنوا طريقته في الحديث المتميزة بالتلقائية والبساطة والعفوية فقد كان برنامجه نافذة مختلفة ونادرة وكانت منصته في التقديم تشبه إلي حد كبير المصطبة الريفية وربما يكون حديث المصطبة الذي برع فيه عكاشة هو سر اختلافه وتفرده. * عكاشة لا يلعب دور المذيع غالباً ولا يعترف بالشكل المتعارف عليه في البرامج المعتادة ويطلق العنان لنفسه في الحديث وحده ومع نفسه فهو غالباً ليس في حاجة إلي ضيوف أو مصادر أو موضوع محدد له بداية ونهاية في حلقاته.. أنه ينطلق بعفوية حسب رؤيته ولكنه في النهاية وطني ومخلص ويدافع باستماتة عن الجيش المصري بوصفه الدرع الأهم في مواجهة أعداء الوطن وهذا الموقف الذي جعله يصب جام غضبه علي الحركات التي تحاول النيل من الجيش واسقاطه لصالح اجندات أجنبية. * ربما يكون توفيق عكاشة غير عابئ بالتحفظ في حكاياته ويفضل أن يخاطب جمهوره بمزيد من البساطة دون التعقيد بأدبيات العمل التليفزيوني علي اعتبار أن البرنامج برنامجه والمحطة محطته وعلي اعتبار أنه متحدث ومنظر وليس مذيعاً عادياً.. ربما كل هذه الأشياء مع حميته الريفية واخلاصه للقضية التي يتحدث فيها ونسيانه أنه أمام الكاميرا تدفعه أحياناً إلي أخطاء لفظية وإيحاءات كلامية واستعارات فجة تقوده إلي الوقوع تحت طائلة القانون في قضايا سب وقذف. * عموماً توفيق عكاشة في رأيي نموذج لا يتكرر في العمل التليفزيوني واعتقد أن هناك الملايين الذين يشاهدونه ويقتنعون به.. وأعتقد أن هذا النموذج الذي أثار الإعلام وشغل النشطاء علي مواقع الإنترنت وتفاعل حوله الجمهور هو نموذج ناجح بغض النظر عن أسلوبه وطريقته وأدائه وتعاطيه مع العمل التليفزيوني. * واقترح علي عكاشة أن يصنع علي الفور برنامجاً جديداً باسماً مختلفاً وليكن "حديث كل ليلة.. مع توفيق عكاشة" وهو أحسن عنوان لما يقدمه ومن الممكن تصنيفه علي أنه برنامج رأي.