بدأ عام 2011 بوحدة صف ووحدة هدف عبر عنها المطرب الشاب "رامي عصام" في ميدان التحرير خلال كرنفال ثورة يناير في أغنية أرحل: "كلنا إيد واحدة.. وطلبنا حاجة واحدة.. الشعب يريد إسقاط النظام". حتي الجروب الذي اعتبر من أسباب تفجر الثورة كان "كلنا خالد سعيد".. "كلنا" وليس "أنا" و"أنت".. لذلك تحقق الهدف لأن "يد الله مع الجماعة". وسقط النظام بمعظم أركانه ودخل السجون الرئيس ونجلاه ورئيس وزرائه ورئيسا مجلسي الشعب والشوري ووزير الداخلية ومجموعة من الوزراء الفاسدين ومساعدو وزير الداخلية وعدد من رجال الأعمال وحُل الحزب الوطني وسقط فلوله في الانتخابات بعزل شعبي وتم تغيير قيادات الصحف القومية بأسماء اقترحها أبناء الميدان.. هل هذا يعد سقوطاً لنظام أم لرأس النظام فقط؟! سؤال سنحتاج إجابته فيما بعد. وإذا كانت بدايات 2011 علمتنا الوحدة. فلم ترض لنا نهايات العام سوي الفرقة. فأصبحنا كالآتي: تيار إسلامي يقابله التيار الليبرالي. ميدان التحرير يقابله ميدان العباسية. الإخوان يقابلهم السلفيون. 6 ابريل جبهة أحمد ماهر في مقابل الجبهة الديموقراطية. التحالف الديموقراطي وتحالف النور يمثلان الإسلام في مواجهة "الكتلة" ممثلة المسيحية والكنيسة تحت قيادة ساويرس. الجيش والشعب لم يعدا "إيد واحدة" ففي أحداث مجلس الوزراء رأينا الجيش والشعب يفصل بينهما شبكة بعد أحداث عنف لم نر لها مثيلاً من قبل. وأمام المحكمة أسر الشهداء أمام أبناء مبارك وجماعة احنا آسفين يا ريس. وفي الإعلام إعلام الثورة وإعلام الفلول. ناس مع يسري فودة وناس مع توفيق عكاشة. وربما الكيان الوحيد الذي توحد في نهايات 2011 هم ألتراس الأهلي والزمالك في مواجهة الشرطة! الحوارات والنقاشات علي مواقع التواصل الاجتماعي علي الانترنت خير مثال علي الفرقة التي دبت بين أوساط المثقفين. وأصبحت السمة السائدة: "إذا سمحتم من لا يعجبه ما أكتب علي صفحتي.. هناك اختراع اسمه ديليت أو بلوك أو انفريند" في اشارة إلي "شيل ده من ده يرتاح ده عن ده"! الخلافات والفرقة دبت بين أفراد الأسرة الواحدة: "أنا وطنط فيفي وحسام ابن عمي واخته وأبلة هدي مع الجيش. وبابا وحماتي وخالتو عواطف وعم محمد وإنجي خطيبتي مع الثوار"! فقدنا لغة الحوار وآدابه.. وسادت عبارات التخوين والإساءة.. وغابت وحدة الصف والهدف.. فلا تدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.. فإن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. باي باي ..2011 والله يسامحك