كل عام وأنتم بخير نحتفل هذه الأيام بعيد الأضحي المبارك مع العالم الإسلامي والأمة العربية فهي أيام عظيمة في الفضل والمكانة حيث يضرب لنا عيد الأضحي مثلاً يحتذي به في اطاعة أمر الله وطاعة الوالدين .. فعندما طلب نبي الله ابراهيم عليه السلام من ربه أن يرزقه أولاداً صالحين قال فيما أخبر الله به في القرآن : "رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم" فرزقه الله تعالي إسماعيل واسحاق. ولما كبر إسماعيل وصار يرافق أباه ويمشي معه رأي ذات ليلة سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده ثمرة فؤاده اسماعيل في قوله تعالي : "يا بني إني أري في المنام اني أذبحك". ورؤيا الأنبياء وحي. وأراد أن يعرف قرار ولده "فانظر ماذا تري" لم يقصد إبراهيم أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان متردداً إنما أراد أن يعرف ما في نفسية ولده تجاه أمر الله فجاء جواب إسماعيل جواب الولد المحب لله أكثر من حبه للحياة قال : "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" وأما قوله إن شاء الله لأنه لا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تكون. فأصبح عيداً للفداء والوفاء وطاعة المولي عز وجل والوالدين وسنة يقتدي بها كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها إلي يوم الدين. والعيد لنا يوم لباس وزينة وتجمل. وموسم سرور وفرح. ولذلك يتسابق الناس في العيدين لاطعام الفقراء قبل صلاة عيد الفطر وبعد صلاة عيد الأضحي حتي لا يبق بيت أهله جياع. والعيد وسيلة لتواصل الأقارب والأصدقاء ومناسبة وجيهة لاجتماع العائلات وتصافي النفوس وإزالة ما علق بها من غبار الدنيا. كما أن العيد طريق لاسعاد الأطفال الذين لا يحلو عيد بدونهم فهم من أجمل معاني العيد لأن حياتهم كلها عيد وفرح وسلامة صدر فإذا جاء عيد الناس فهو لهؤلاء الاطهار عيدان لا عيد واحد. وليس أغلظ من ولي أمر لا يشيع السرور في نفوس صغاره. ولا أقسي من أب لا يعرف عن أطفاله شيئاً حتي في العيد. كما أن العيد فرصة لتجديد الحب بين الرجل وزوجه وفرصة سانحة لبعث معاني الزوجية الجميلة والعشرة الكريمة. ندعوا الله في هذه الأيام المباركة أن يجعل أيامنا كلها أعياداً وأن نستخلص العبر والعظة من قصة الفداء العظيم. حفظ الله مصر وشعبها.