تخيل نفسك تحاول ترميم بيتك الذي تصدع وكان علي وشك الانهيار. وبينما أنت تقترب من الانتهاء من الترميم حتي أصبح البيت علي وشك العودة أفضل مما كان. تفاجأ بمن يحاول هدم البيت كله علي من فيه. ماذا ستفعل معه؟ وإذا وجدت من يساعد هذا المعتدي ويؤيده فيما يفعل. بل ويدعمه لتنفيذ هذه المؤامرة ماذا سيكون موقفك؟ هل ستتركه ينفذ ما يريد أم ستدافع عن بيتك وأهلك بكل ما أوتيت من قوة؟ حتي تنعم بما قمت به من إنجاز في ترميم البيت والاستعداد لبدء العيش مع أسرتك حياة أكثر أمناً واستقراراً وتفاؤلاً بمستقبل أفضل؟ أعتقد أن القارئ العزيز التقط ما أقصده. فهذا المثل الذي سقته للتو هو بالضبط ما حدث من ومع السفير معصوم مرزوق والأشخاص الستة الذين تم القبض عليهم وأمرت النيابة العامة أمس بحبسهم خمسة عشر يوماً علي ذمة التحقيقات بتهم المشاركة مع جماعة إرهابية في الدعوة إلي أهدافها. وتلقي تمويلات بغرض الإرهاب. والمشاركة في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية. طبعاً بمجرد القبض علي السفير معصوم مرزوق ومن معه قامت الدنيا ولم تقعد من جماعة الإخوان الإرهابية ومن الحنجوريين ومدعي حرية التعبير ومن يرون أنفسهم وطنيين أكثر من أي مصري آخر. ومن يدعون أنهم أدري بمصلحة مصر من القائمين علي أمور الدولة حتي أن هناك من ادعي خوفه علي صورة مصر بالخارج بسبب القبض علي هؤلاء الأشخاص. "لا يا سيدي". لا تشغل بالك بصورة مصر في الخارج وأمام العالم. فهناك أجهزة تتولي الحفاظ علي هذه الصورة ونجحت خلال أشهر قليلة بعد الثلاثين من يونيو في استعادة نقاء صورة مصر بعد إزالة الغبار الذي اعتلاها بسبب حكم الإخوان الذي أهال عليها كميات كبيرة من التراب خلال سنة واحدة. أما السفير معصوم مرزوق فقد انتفضت ضده كل جموع الشعب المصري أحزاباً وسياسيين وبرلمانيين وقانونيين ورجل شارع عقب إعلان مبادرته "الغبية" كما وصفها المحامي مختار نوح القيادي السابق بجماعة الإخوان الإرهابية. التي تطاول فيها علي القضاء ودعا إلي اجراء استفتاء علي استمرار النظام الحاكم في مصر وتشكيل مجلس رئاسي انتقالي وتعطيل العمل بالدستور. وهي المبادرة التي تبرأ منها أيضاً حمدين صباحي أكثر الداعمين للسفير معصوم مرزوق. ووقع علي وثيقة بهذا المعني. ثم توالت المطالبات بمحاكمة معصوم مرزوق من البرلمان وشخصيات عامة بتهم قلب نظام الحكم والدعوة لضرب استقرار الوطن ونشر الفوضي وتهديد الدولة المصرية بشكل صريح باعتبار المبادرة جريمة تمس الأمن القومي وتنال من استقرار الدولة ووجود تيارات معادية للدولة تقف خلفه وتدعمه سياسياً ومادياً ومعنوياً بهدف هدم الدولة المصرية وضرب استقرارها بعد النجاحات المتتالية التي تتحقق علي أرضها في كل المجالات والتي لا ينكرها إلا الحاقد والجاحد. أعتقد أنه مع اقتراب مصر من مرحلة الانطلاقة الاقتصادية وجني حصاد إنجازات أكثر من أربع سنوات وتعويض ما فاتها خلال سنة حكم جماعة الإخوان الإرهابية فإنه لا مجال للتهاون مع كل من يفكر مجرد التفكير في وقف مسيرة الإصلاح والبناء. أو يسعي لهدم الدولة بأي شكل من الأشكال. ولا مجال للحديث عن حرية الرأي والتعبير والمعارضة أمام أمن مصر القومي الذي يستحق الحفاظ عليه من مؤامرات الخارج والداخل أيضاً وبالقوة نفسها. ومن يعترض فليشرب من أقرب ترعة.