قبل أن تقوم الدولة بإنشاء المناطق التكنولوجية تعاقدت وزارة الاتصالات مع شركتين واحدة للاستشارات هي "ارنست آند يانج" وهي من أكبر شركات الخدمات المالية العالمية. لوضع دراسة متخصصة حول الجدوي الاقتصادية للمناطق التكنولوجية. وأكدت تلك الدراسة جدوي المناطق الاقتصادية. وقدرتها علي تحقيق المستهدف منها من زيادة معدلات التشغيل وتوفير فرص عمل. أما الشركة الثانية فكانت شركة "تاس للاستشارات المتخصصة في المدن الذكية" والتي وقعت مذكرة تفاهم مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" من أجل تسكين المناطق التكنولوجية بمراكز تميز ريادة الأعمال ومعامل تطوير. وبعد افتتاح أول منطقتين بأسيوط وبرج العرب نهاية العام الماضي فوجئنا بالهجوم علي تلك المناطق وأنها لم تحقق المستهدف منها برغم أن التقارير التي خرجت لنا لننشرها أن نسب الإشغال بها مرتفعة جدًا. والإقبال عليها منقطع النظير ومتحققة للمستهدف وأكثر منه. والسؤال الآن علي من نلوم علي المسئولين الذين دأبوا علي إصدار التصريحات تلو بعضها عن نجاح المشروعات أم علي أنفسنا لأننا وثقنا وصدقنا ونشرناها ثم قالوا عنا كلام جرايد؟ ولأن الحديث علي ما فات لن يغير شيئًا فإنني سوف أدعو زملائي وأنا قبلهم عدم الاعتماد مستقبلاً علي التصريحات والعمل علي أرض الواقع بالمواقع نفسها لاستيضاح الأمور علي الطبيعة. كما أنصح المسئولين بضرورة الاستعانة بأصحاب الخبرة والتجارب الناجحة في إدارة المناطق التكنولوجية بالخارج وهذا ليس عيبًا فكم من مشروعات كبري عندنا أدارها أجانب في بدايتها لحين إكسابنا خبراتهم. كما أدعوهم لاستدعاء تلك الشركات العظيمة التي أوصت في دراستها بإنشاء تلك المناطق لرصد العوائق التي حالت دون تحقيق النتائج العظيمة التي تنبأوا بها لتفاديها وعدم تكرارها ربما كان العيب فينا.