لا حديث بين الأسر "السكندرية" سوي عن "مافيا" الدروس الخصوصية التي أصبحت أرباحها وتحايلها مضرباً للأمثال فيما أصبح الدخلاء علي مهنة التدريس يفوقون العاملين بها.. "المساء" ترصد عجائب الدروس الخصوصية بالإسكندرية. ألاعيب مكشوفة ** يقول محمد توفيق مؤسس الحملة الوطنية لمكافحة الفساد بالإسكندرية.. قمنا بالفعل برصد ألاعيب الدروس الخصوصية من خلال تقرير شامل بعد أن أصبحت "السناتر" التعليمية سوقاً موازياً للتعليم الرسمي. وله أساليبه في خداع الأسر مثل الحجز مبكراً وأولوية الحجز للقبول وكلها خدع إعلانية. أضاف من المحزن أن مدرس الألعاب أصبح الآن يعطي دروساً خصوصية ويطلق عليه "كشكول" كونه يقوم بتدريس أية مادة بالنسبة للمرحلة الابتدائية والإعدادية خصوصاً الرياضيات والإنجليزي.. أما الكارثة فهو أن مشرفة "الباص" المفروض أنها موظفة تقوم هي الأخري بالتدريس لطلبة ال "كي جي" والصف الأول الابتدائي وذلك بالاتفاق مع أولياء الأمور نتيجة لتلاحمها معهم يومياً ومعرفة الطفل لها وهو ما تستغله لتحقيق أعلي ربح. تابع.. وفي إطار العجائب فإن هناك "سناتر" يقيمها حملة الدبلوم وتنتشر بمنطقة سموحة والأحياء الشعبية ويقومون بالتدريس تارة والاستعانة بمدرسي العقود بالمدارس تارة أخري محققين أرباحاً كبيرة خاصة أنها تتم داخل شقق سكنية لا تخضع لرقابة قانونية ويقومون بتصوير المذكرات وبيعها للطلبة بسعر مختلف لتحقيق الأرباح. أوضح أن أصحاب الشقق يسعون لتأجيرها ل "السناتر" غير المرخصة خاصة التي تقع بالطابق الأرضي لتحقيق أرباح خلال حالة الركود التي تسود سوق الإيجارات قبل الموسم الصيفي ويبلغ سعر الطالب في الدرس خمسة جنيهات والمدرس يتقاضي بين "200" و"250" جنيهاً في الحصة بالمناطق الشعبية هذا بالإضافة إلي أن ثمن الحصة يتراوح بين "20" و"25" جنيهاً. "سناتر" البيزنس ** خالد عبداللطيف أمين عام مبادرة "الشباب لازم يعرف" مشيراً إلي أن "السناتر" أصبحت بمثابة بيزنس يحقق أرباحاً هائلة قبل الامتحانات فالحضَّانات تقوم بتأجير قاعاتها ليلاً للدروس الخصوصية وقاعات الأفراح تقوم نهاراً سواء بمحطة الرمل أو علي الكورنيش بفتحها للدروس الخصوصية مقابل "ألف جنيه" في اليوم وتضم القاعة "300" مقعد تقريباً والحصة ب "40" جنيهاً للطالب الواحد بالنسبة للمادة أما الفيزياء والكيمياء فأسعارها مختلفة تبدأ من "75" إلي "90" جنيهاً وذلك لطلبة الصف الثالث الثانوي. ** رباب عبدالله "ربة منزل" تقول: ابني في الثانوية العامة ورغبت أن أحجز لدي مجموعة من المدرسين المعروفين للمراجعات ففوجئت أن كل مدرس له مركز خاص به يجهزه علي حسابه وسكرتارية وهناك صعوبة في مقابلته شخصياً!! وأيضاً له مدرسون مساعدون وكل هذه التكلفة يتحملها الطالب بالطبع.. أما الأغرب فهو الاشتراط أن يكون الطالب قد حصل علي مجموع في التيرم الأول لا يقل عن 95% وإلا لن يقبل.. وهناك كارنيه للاشتراك في السنتر ب "200" جنيه واستراحة للطلاب يدفع فيها ثمن مشروباتها التي لا تقل عن عشرة جنيهات.. والملازم الخاصة بالأستاذ ب "100" جنيه وكل هذا بخلاف ثمن الحصة.. واضطررت إلي أن أدخل جمعية مع آخرين حتي أحجز لابني بعد أن فوجئت أن الطلبة غير القادرين علي هذه المصاريف يقفون أسفل نوافذ السنتر علي الأرصفة للاستماع لشرح الأستاذ وينتظرون زملاءهم لتصوير الملازم وبذلك نكون قد سقطنا في يد "مافيا" بالفعل لأن الطالب لا يستوعب مع الأعداد الكبيرة داخل الفصول وانعدام الذمم في الشرح. تحايل علي القانون ** أخيراً يقول علاء عبدالعزيز المحامي.. "السنتر" التعليمي الذي لديه ملف ضريبي ليست عليه أية مخالفة قانونية لكونه يسدد ما عليه للدولة وغير ذلك يكون غير قانوني والعديد من المدرسين يلجأون للتحايل علي القانون فهناك مثلاً الاتفاق مع الجمعيات الأهلية والخيرية والتي تحصل علي اعتماد من التضامن الاجتماعي وتقدم الدروس الخصوصية كخدمة لغير القادرين ويتفق معاه المدرس لتحصيل أموال من الطلبة نظير كل حصة وتحصل الجمعية علي مبلغ رمزي وبذلك يكون المدرس قد هرب من المحاسبة الضريبية وغالبية المدرسين العاملين بالقطعة في المدارس الخاصة يلجأون لهذا الأسلوب لتحقيق أرباح من عملهم. أضاف هناك أيضاً من يطلق اسم مركز للخدمات التعليمية علي "السنتر" للتحايل أيضاً.. كما أن البعض يلجأ إلي تغيير اسم "السنتر" بعد أي حملة من الحي عليه لخداع الحملة القانونية بكونه قد غير نشاطه.. وفي النهاية يبقي المدرس المعروف وغالباً ما يحصل علي إجازة بدون مرتب من مدرسته فهو الأكثر ربحاً دون أي محاسبة ضريبية وأصبح من المعتاد أن نشاهد الطلبة يحتشدون منذ الثامنة صباحاً أمام قاعة أفراح أو منزل مدرس دون أية محاسبة تذكر خاصة في موسم الامتحانات