بعد إعلان نبأ وفاة معمر القذافي مباشرة انطلقت ليبيا كلها تبحث عن مصادر لتأكيد مصرع "الزعيم الهارب" كما كان يحب الشعب الليبي أن يطلق عليه. وكانت الأغاني الوطنية الليبية تصدح في السيارات الخاصة للشباب الليبي والأسر الليبية ومنها أغنية تقول "وين هرب" استهزاء بذلك الزعيم الهارب. وقد عرف الليبيون حاليا أين هرب القذافي وأين قتل!. فقد شهدت ساحة الشهداء في وسط طرابلس حشودا كبيرة من المواطنين الليبيين وتوقفت السيارات في الشوارع رقصا وفرحا بزوال هذا الغم الذي كان يتنفسه الشعب الليبي رجالا ونساء وكذلك الأطفال. ولوحوا بعلم الاستقلال وبعلامات النصر. وشهدت شوارع المدينة مسيرات حاشدة في طرابلس بمكبرات الصوت وآلات العزف والطبول والرشاشات الخفيفة علي سيارات نقل تقوم بإطلاق زخات من الأعيرة النارية بين الحين والآخر إحتفالا بوفاة القذافي وملك ملوك أفريقيا وعميد الزعماء والقادة العرب كما كان يحب أن ينادي دائما. وقد أطلقت جميع أطياف الشعب الليبي العنان لفرحتها بالرقص والغناء. وتزينت المباني العامة والخاصة في ليبيا بأعلام الاستقلال ذات اللون الأحمر والأسود والأخضر والنجمة والهلال الأبيض. وكان رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل قد دعا الشعب الليبي في مؤتمر صحفي بمدينة طرابلس للخروج والاحتفال بهذا النصر المبين واستكمال تحرير ليبيا ومناشدا في الوقت نفسه بعدم إطلاق النار في الهواء أثناء الاحتفال. وبالرغم من المناشدة عبر التلفزيون الليبي ورسائل المحمول التي تطالب المواطنين الليبيين بالاحتفال بالغناء والتكبير فقط بدون إطلاق الرصاص في الهواء إلا أن طلقات الرصاص من مختلف الأعيرة من المدافع الرشاشة من العيارات الكبيرة 12 ونصف و14 ونصف والأكبر منها أبت إلا أن تنطلق في ايدي الليبيين. وبالرغم من نشوة النصر والاحتفالات في ساحة الشهداء وباب العزيزية وتاجوراء والزاوية وكل مناطق وأحياء طرابلس قاطبة إلا أن هناك مخاوف من الغد والأمن والسلم الاجتماعي وانتشار الأسلحة. كما شهدت مدينة بنغازي إحتفالات حاشدة في ساحة عمر المختار وشارع جمال عبدالناصر الشارع الرئيسي بالمدينة وكذلك كل المدن الليبية الرئيسية. وصرح مسئول ليبي في قطاع الاتصالات بأن شبكة التليفونات "المحمول" وهما شركتا "ليبيانا" و"المدار" وشبكة التليفون الأرضي قد شهدت مشاكل فنية عديدة عقب نبأ الإعلان عن مصرع القذافي .وأوضح المسئول أن السبب هو الضغط الرهيب الذي تعرضت له الشبكة بسبب كثافة الضغط عليها من كثرة الاتصالات للتأكد من هذا النبأ الهام . كما شهدت شبكة الإنترنت العاملة في ليبيا وخصوصا في بنغازي وطرابلس فترات انقطاع طويلة بسبب كثرة الضغط عليها لمتابعة هذا النبأ.