تزوج والدي من 4 سيدات.. وأنجب منهن 16 من البنين والبنات 6 أبناء و10 بنات.. هناك بعض أبناء إخوتي وأخواتي وأحفادهن لا أعرفهم.. فهم كُثر. ومتفرقون في بلاد عدة.. لم يشذ عن قاعدة والدي في الإنجاب سواي. واثنين من الإخوة الذكور ومثلهما من الإناث.. فلم ننجب. إلا اثنين فقط.. وقد تعلم أولادنا أحسن تعليم.. ويشغلون الآن وظائف جيدة. قد يتعجب البعض من ذكر سيرة حياة والدي وحياة أبنائه وبناته.. ويقولون: ما هو السبب من سرد هذه القصة؟! وأبادر إلي القول بأن سبب ذلك هو التصريح الذي أدلي به محمد عبدالجليل الدسوقي. مستشار رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.. قال إنه بعد ثورة يناير 2011 وحتي الآن بلغت الزيادة السكانية في مصر 16 مليون نسمة. بمعدل طفل كل 15 ثانية!! ومعني ذلك أن عدد السكان قبل قيام ثورة يناير كان حوالي 84 مليوناً فقط. إذا كان الإحصاء السكاني لهذا العام قد بلغ 100 مليون نسمة. هذه الزيادة أصبحت تمثل كارثة حقيقية علي مستوي معيشة الإنسان المصري حالياً ومستقبلاً.. إذا لم نسارع باتخاذ الإجراءات التشريعية ومن خلال التعليم والتوعية وتوفير أدوية منع الإنجاب للحد من النسل وإدراك مدي خطورته. إذا لم نفعل ذلك لتعثرت حياتنا ولضاقت هذه البلاد بأهلها ولترتب علي ذلك انتشار البطالة التي وصلت الآن 3.6 مليون عاطل وما يتبعها من كل أنواع الجرائم وفي مقدمتها جريمة الإرهاب!! كان الآباء والأجداد يتزوجون وينجبون بكثرة ولا يحسبونها بمثل ما نحسبه الآن لأن حياتهم كانت سهلة وبسيطة.. أما الآن ففي ظل التقدم العلمي والتكنولوجي والرفاهية التي ينعم بها الكثيرون فإن كثيراً من البشر يتطلعون لهذه الحياة ولا يقدرون.. وبدون الحلول المقترحة ستتعثر مسيرتنا ويصبح الوضع غير قابل للعلاج. .. والله لو ركبت الدولة صاروخاً عابراً للقارات ومحملاً بالمشروعات العملاقة لنهضة هذا الشعب ونحن علي حالنا من الإنجاب ما حل ذلك شيئاً من مشكلاتنا ولزادت الأحوال سوءاً أكثر مما هي عليه. محمد عبدالجليل الدسوقي. قال في اجتماع لجنة الصحة بمجلس النواب إن الزيادة السكانية في مصر تعادل سكان 3 دول عربية.. وانتقد بشدة كل من يهاجم الحكومة. مدعياً أنها غير قادرة علي استيعاب الزيادة السكانية لتكون طاقة إيجابية مثل الصين. أوضح أن معدل الزيادة السكانية في الصين نصف الزيادة السكانية في مصر.. وأن معدل النمو الاقتصادي بها يمثل 14 مرة ضعف الزيادة السكانية.. وبالتالي فإن هذه الزيادة لا تمثل عبئاً للصين. ولكنها بالنسبة لنا تمثل مشكلة كبيرة. محافظات الصعيد هي الأكثر في الزيادة السكانية.. وهي الأكثر في ارتفاع نسبة الفقر.. وارتفاع نسبة الأمية والزواج المبكر المسئول عن زيادة السكان.. وطالب الدسوقي بالاهتمام بهذه المحافظات تعليماً وتوعية للحد من النسل. بصراحة نحن نتحدث كثيراً عن مشاكلنا ونعبر عن ضرورة وجود حلول لها.. ولكننا بعد ذلك نذهب إلي بيوتنا. ولا نفعل أي شيء ولا نتخذ أي إجراء لحل جزء من هذه المشاكل. أدلل علي قولي هذا بتصريح أدلي به الدكتور عبدالحميد فوزي. مستشار وزير الصحة أمام لجنة الصحة بالنواب: بأن الحل الأساسي والجوهري لقضية الزيادة السكانية يتمثل في العمل علي الأرض وليس في المكاتب لضبط إيقاع الإنجاب في مصر. مؤكداً: كفانا قعدة في المكاتب. ونكتب خططاً.. بقالنا 30 سنة كده.. ومعملناش حاجة!!