لا أظن أن أسامة هيكل الزميل السابق والوزير الحالي للإعلام يرضيه ما حدث من فضيحة جديدة ومداهمة مكتب الجزيرة مباشر للمرة الثانية خلال شهر واحد و لا أعتقد أنه يرضي أن تصبح فضيحتنا بجلاجل وأن هناك هجمة شرسة جديدة في مصر ضد وسائل الإعلام المختلفة وقناة الجزيرة علي وجه الخصوص وكأن مصر بجلالة قدرها تفرغت تماماً لمحاربة قناة الجزيرة وأعتقد أن مداهمة الجزيرة لن يفيد أحداً علي الاطلاق إلا أعداء الحرية والديمقراطية وهم كثر. خاصة بعدما شهدت مصر انفراجة في الإعلام والصحافة بعد ثورة 25 يناير إلا أن سرعان ما عادت ريمة إلي عادتها القديمة ومن تشدقوا حيناً بحرية الصحافة والإعلام والذين أطلق عليهم المتحولون سرعان ما تحولوا مرة أخري إلي ما قبل ثورة يناير بعدما اعتقدوا أن الثورة قد انتهت وأن الثوار شغلوا أنفسهم بالصراع علي تقسيم كعكة لم تنضج بعد وإذا كان وزير الإعلام أسامة هيكل لم يعلم مسبقاً بالهجمة علي مقر الجزيرة مباشر واستمع إلي الخبر مثل غيره من المشاهدين العرب عن طريق التليفزيون فإن ذلك يؤكد أن هناك أصابع لم تعد خفية تعمل طوال الوقت علي إحراج الوزارة والمسئولين هؤلاء الذين هاجموا القناة سواء كانوا تابعين للشرطة أو غيرهم من الأجهزة التنفيذية مثل مراقبة المصنفات الفنية أو غيرها وضعوا المدافعين عن حرية الصحافة والإعلام في موقف حرج للغاية.. وإذا كنا نطالب ومازلنا بعدم العودة إلي ممارسات ما قبل يناير وثورتها. فعلينا أن نعمل جاهدين بعدم عودة عقارب الساعة إلي الوراء خاصة أن هناك الآلاف ممن يختبئون وراء الساعة وعقاربها يتحينون الفرصة للانقضاض مرة أخري وممارسة عاداتهم السيئة في قمع الحريات هؤلاء لا يمكن التخلص منهم بالمداهمة ولكن بالقانون ومن هنا تأتي أهمية تفعيل قانون الغدر والعزل السياسي حتي لا يتسبب هؤلاء في إشعال ثورة جديدة لا تبقي ولا تذر.