هكذا تكون الروح الرياضية.. وهكذا كانت النهاية السعيدة لموسم طويل وشاق.. ويجب أن تكون المكافأة بقدر ما تحقق. الروح الرياضية تجلت في نهائي كأس مصر.. والنهاية السعيدة لم تكن للأهلي فقط الفائز باللقب لكنها كانت أيضا للمصري رغم أنه لم يوفق.. لكنه أظهر إرادة قوية وإصرارا غير عادي حتي آخر لحظات المباراة وأثبت أن المستقبل له. المصري قاتل حتي النهاية وترك أثرا كبيرا رغم أنه لم يدرك النصر.. يكفيه فخرا أن جماهيره فخورة به ولم تحزن لأن أحدا من لاعبيه لم يقصر. * والروح الرياضية التي لمسناها في تلك المباراة جعلتنا نتساءل.. لماذا لا نري هذه الأخلاق في كل مباريات الموسم حتي وإن كانت بحضور الجمهور الذي كتب علي نفسه الاستبعاد لما يفعله قلة منه؟ وجعلتنا نتساءل أيضا.. هل لو كان الجمهور حاضرا.. كنا سنري هذه الصورة الجميلة التي فاجأنا بها لاعبو الفريقين بل ومجلس إدارة الناديين؟ * ان ما رأيناه فعلا يجب أن يكون عبرة للجماهير ولاعبي بقية الأندية إن أردنا أن نساير التحضر الرياضي الذي يشهده العالم من حولنا. إذا كان الأهلي توج باللقب وهي مكافأته الكبيرة.. فإن المصري يستحق أيضا المكافأة.. وليس هناك مكافأة لما قدم أفضل من العودة إلي ملعبه في الموسم الجديد ولم لا؟ مادامت هناك لجنة عاينت وتعاين وجماهير استوعبت ولاعبون قدموا أروع درس في الروح الرياضية فلماذا لا يعود المصري لأحضان مدينته؟ وإن كان الخوف مازال بداخلنا فمن الممكن أن نستثني مبارياته مع الأهلي والزمالك في الدورين بدلا من أن يلعب كل مبارياته خارج بورسعيد.. مجرد بداية لعودة الحياة الطبيعية للفريق البورسعيدي الذي يستحق كل التحية. * شاءت الظروف أن يقام نهائي الكأس بين مباراتي السوبر الإسباني واللتين كانتا قمة في الأداء الفني والروعة في التنظيم والرقي في التشجيع والرضا بما انتهت به المباراتان مادام الفريقان قدما كل ما لديهما.. ولم نجد سخطا جماهيريا علي برشلونة الذي كان بعيدا كل البعد عن مستواه في المباراتين.. ولم يلق المدرب باللوم علي الحكم لخطأ أو لسهو ولم يخرج رئيس ناد يوزع اتهاماته علي اللاعبين بأنهم يتآمرون عليه وعلي النادي.. فاز الريال.. وخسر البارسا وانتهي كل شيء بانتهاء المباراتين. عندنا أيضا.. كنا نخشي أن تكون نهاية الموسم مخيفة والبعض وضع يديه علي قلبه خوفا من جرح تاني يزيد الهوة بيننا ويفرقنا ولا يجمعنا مرة أخري.. لكننا في الحقيقة فوجئنا بما شاهدناه في الملعب وخارجه لقد كان الفريقان علي قدر كبير من الحكمة وضربا مثلا في كل شيء جميل.. وأكدا أن كلا منهما يستحق كأسا.. ويستحقان أن نرفع لهما قبعة.. لاعبين وجهازا فنيا ومجلسي الإدارة.. كلهم رسموا لوحة جميلة مغايرة تماما عن التي توقعها الكثيرون وأثبتوا أن المباراة بداية للسير علي الطريق الصحيح.. لتكون صفعة قوية علي وجه من كان ينفخ في نيران الفتنة بين الفريقين. * المشهد الجميل الذي انتهت به المباراة بعد الجهد الرائع من لاعبي الفريقين لعله يكون بداية لتصحيح مسار العلاقة بين جماهير الناديين ودرس لها لأن العجلة لن تتوقف وأن المباريات بين الفريقين ستستمر ولتنتقل تلك الصورة من الملعب إلي المدرجات حتي تعود الجماهير ونستمتع بأهازيجها وهتافاتها مرة أخري بدون تعصب أو عصبية.. ولتعلم الجماهير أن التعصب لن يفيد ولن يفتح لها أبواب المدرجات مرة أخري بل قد تتوقف عجلة الرياضة كلها أمام هذا التعصب وربما تكون بداية لموسم أفضل ننتظره بمدرجات مليئة بالجمهور.