في الاحتفالية التي أقامتها هيئة قصور الثقافة في قرية "هرية رزنة" مسقط رأس الزعيم الراحل أحمد عرابي بمناسبة مرور مائة عام علي رحيله. أكد الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة أن عرابي تعرض لظلم كبير قبل ثورة يوليو حيث كتب أحمد شوقي قصائد هجاء فيه. ولكن جاء بعد ذلك من أنصف هذا الزعيم الذي يعد واحداً من الشخصيات التي لا يمكن لأحد أن ينكر دورها في تاريخ مصر الحديث. الاحتفالية نظمتها إدارة الثقافة العامة برئاسة الأديب فؤاد مرسي تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر محمد أبوالمجد. واقيمت بمركز شباب أحمد عرابي في حضور د. جمال إمام مدير المركز. وعمدة القرية. تضمنت الاحتفالية ندوة عن كتاب "مذكرات الزعيم أحمد عرابي" قام بعرضه مؤلف الكتاب د. عبدالمنعم الجميعي الذي أكد أن عرابي هو رائد الزعماء الثوريين في العصر الحديث. وأن الكتاب هو محاولة لاستعادة الوعي ورموز البطولة بعد أن تم طمس الذاكرة الوطنية لسنوات طويلة. الجميعي قال إن مذكرات عرابي لم تقتصر علي كتابة اليوميات أو سرد الفضائح. بل صححت بعض المفاهيم المغلوطة بطريقة عرض جميلة. مشيراً إلي أن هذه المذكرات صدرت عن دار الهلال ناقصة. فالمذكرات الحقيقية هي بعنوان "كشف الستار عن سر الأسرار" كتبت بخط الزعيم أحمد عرابي. متسائلاً لماذا كتب عرابي مذكراته بهذا الاسم. وقال إنه فعل ذلك ليرد علي المفترين عليه مثل أحمد شوقي الذي هجاه قائلا "صغار في الذهاب والإياب" ورد عليه عرابي في مذكراته قائلاً: نحن كبار في الذهاب والإياب. وأشار د. عبدالمنعم الجميعي إلي بعض ما جاء في المذكرات حيث تحدث عرابي عن نشأته. وكيفية دخوله الأزهر. والجندية في عصر الخديو سعيد. والتحاقه بالجيش أثناء الحرب الحبشية والتي هزم الجيش المصري فيها. كما يحكي عرابي عن المآسي التي حدثت لهم أثناء هذه الحرب مشيراً إلي حادث قصر النيل في عصر الخديو توفيق حيث تزمر الضباط وطالبوا بعزل عثمان رفقي الشركسي. كما يذكر عرابي حادثة قصر عابدين التي طالب فيها بعزل حكومة رياض باشا. متطرقاً إلي مذبحة الاسكندرية وضربها والتفاف الشعب حوله بكفر الدوار. مشيراً إلي الخيانة التي حدثت له في موقعة التل الكبير التي قام بها أحد الضباط. ومحاكمة عرابي ونفيه إلي جزيرة سيلان ثم العفو عنه عام 1901 وعودته لمصر ومعاناته من المعيشة اليومية بالاضافة لبعد الناس عنه خشية بطش الخديوي بهم. ثم الهجوم عليه ونسيانه حتي قيام ثورة يوليو حيث أنصفه الرئيس الراحل محمد نجيب ورد للورثة أمواله. وتساءل د. صلاح الطاهر عن الافتراءات التي تعرض لها عرابي وأجاب د. الجميعي انه اتهم بالعمالة للانجليز وتوريط مصر في حرب لم تكن مستعدة لها. وحول تساؤل عن حالته في المنفي قال الجميعي إن عرابي أصيب بالعمي ورجع إلي السويس لكن محافظها رفض استقباله. وعندما مات لم يشيعه أحد إلي قبره.