يفصلنا عامان عن موعد الانتخابات العامة في إسرائيل والمقرر لها منتصف عام .2019 ومع ذلك بدأ اليمين الإسرائيلي يفكر من الآن فيمن يخلف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الحالي في زعامة حزب الليكود. أحد الأسباب. أن نتنياهو متورط في قضيتي فساد كبيرتين يجري التحقيق معه فيهما. وهناك مخاوف من احتمال إدانته. وعندها سيخرج من المشهد السياسي. حتي قبل أن يحل موعد الانتخابات. أبرز المنرشحين لخلافة نتنياهو. وزير النقل يسرائيل كاتس 61 سنة في الحكومة الحالية. كاتس. بدأ يقدم نفسه للإسرائيليين. وللإدارة الأمريكية الجديدة. في صورة مختلفة عن نتنياهو. وذلك من بوابة إقرار السلام في الشرق الأوسط. وبالتحديد بين العرب وإسرائيل. التقط كاتس الحديث عن "صفقة القرن" التي قال الرئيس الأمريكي ترامب خلال استقباله للرئيس السيسي في البيت الأبيض أوائل الشهر الحالي. انه "يعمل عليها". وبدأ كاتس يقدم تصوراته لهذه الصفقة. من وجهة نظر إسرائيل. ابتداء. شطب كاتس مثله في ذلك مثل نتنياهو حل الدولتين من تصوراته.. رأيه أنه إذا كنا نريد نهايات مختلفة. فلا يجب أن ننطلق من نفس البدايات التقليدية التي لم تنتج حلاً حتي الآن. رأيه أيضاً. أن الأهم بالنسبة للفلسطينيين أن يعيشوا في سلام. وأن تزدهر أحوالهم الاقتصادية. وأن يتم ربطهم بأوروبا والعالم. وهذا أفضل من جعل الأولوية هي أن تكون لهم دولة. رأيه كذلك. أن ذلك يجب أن يتم من خلال سلام عربي إسرائيلي شامل يتضمن تطبيعاً عربياً كاملاً للعلاقات مع إسرائيل بكل جوانبها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية.. الرسمية والشعبية. ويقدم كاتس مشروعين كنقطة بداية لتحقيق تصوراته ويقول انه سيعمل عليهما. مشروع لانشاء جزيرة في البحر المتوسط في مواجهة قطاع غزة. يتم ربطها بميناء غزة بكوبري طوله 3 كيلو مترات لاتاحة منفذ اقتصادي وتجاري لغزة مع العالم. تصديراً واستيراداً دون مرور بإسرائيل. أو تعارض مع متطلبات الأمن الإسرائيلي. ومشروع انشاء خط سكة حديد يربط إسرائيل بالأردن. ومنها إلي السعودية وبقية الدول العربية. في محاولة لاحياء خطوط التجارة التاريخية في الشرق الأوسط. وبينها خط سكة حديد الحجاز الذي كان قائماً أيام الدولة العثمانية. ويقول كاتس: أحاول أن أكون عملياً.. هذه ليست أفكاراً خيالية. بل تخدم السلام الاقتصادي الإقليمي. يضيف كاتس: الطريق إلي السلام يبدأ في رأيي من: التعاون الأمن الاقتصاد.. وبعدها فقط وليس قبلها. يأتي السلام. وقد سلم كاتس نسخة من تصوراته لمبعوث ترامب "جاسون جرين بلات" خلال زيارة المبعوث لإسرائيل الشهر الماضي. وهو تصور. مثل كل التصورات الإسرائيلية القديمة والجديدة. يبدأ وينتهي بنتيجة واحدة.. أن تأخذ إسرائيل كل شيء. ولا تقدم في المقابل أي شيء. تضمن التعاون. والأمن. والاقتصاد.. ثم لا يأتي السلام.